مفهوم الإرادة عند شخصيات شكسبيرالتراجيدية

تناسل مفاهيم الشخصية وتتلاقح وتتطور بفعل إدخال بنى جديدة ومفاهيم ومدركات متدارجة وتعديلات متلاحقة . ونتيجة للدينامية الفاعلة التي تتمع بها الشخصية ، لحملها منظومة معقدة من الآليات السلوكية وما يحركها من دوافع ومثيرات وبواعث لرغبات وغايات وأهداف ونزعات ظاهرة أم مخفية ، فضلاً عن التنظيم البايولوجي والسايكولوجي الذي يتداخل ويتعالق لخلق الشخصية بسلوكياتها المختلفة وتصرفاتها المتمايزة والمتكاملة ، بالإضافة إلى الطروحات الفلسفية والتنظيرية التي ركزت معتقدها وقعدته ، بوصف الإنسان فيلسوف بطباعه . لذلك اكتنزت في ذاتية الشخصية عديدة من المفاهيم والمواضيع والتي هي انعكاس لأنشطتها وصيرورتها ، ليتمظهر السلوك الآني أو ألبعدي قبالة المواقف الحياتية بتمفصلاتها كافة ، لتحدد ترسيمات الشخصية وحدودها وأنماطها وطرائق عواملها ، وصولاً إلى تحديد مفهوم شامل ومتكامل لها ، ومن ثم فرديتها بسلوكياتها وتصرفاتها ، وفقاً لمرجعياتها الفلسفية والنفسية ، لتؤثر وتتأثر بمحيطها الاجتماعي والثقافي أو البيئي ، أو تنسف هذه البنى لتنطلق في مسبار غير طبيعي غير معقلن بعيداً عن طبيعة الشخصية السوية .