kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: مختارات من روائع الشاعر محمود درويش - 01 - الإثنين 29 أبريل 2013 - 17:00 | |
| مختارات من روائع الشاعر محمود درويش - 01 - اختيار واقتراح : الآفاق القادمة قصيدة : فكر بغيرك وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ لا تَنْسَ قوتَ الحمام وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ لا تنس مَنْ يطلبون السلام وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ مَنْ يرضَعُون الغمامٍ وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ لا تنس شعب الخيامْ وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام قصيدة : ما زلتُ حيّاً في مكان ما.. مازلت حياً ، وأؤمن بأني سأجد الطريق يوماً ما إلى ذاتي إلى حلمي ، إلى ما أريد سأصل... مازلت حياً ، وأؤمن بأني سأجد الطريق يوماً ما إلى ذاتي إلى حلمي ، إلى ما أريد سأصنع الفرص والأحلام والأهداف والأماني "ما زلتُ حيّا في مكانٍ ما و أعرفُ ما أريد"?قصيدة : لم تأت “لم تأتِ. قلتُ: ولن .. إذاً سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي وغيابها: أطفات نار شموعها، أشعلت نور الكهرباء، شربت كأس نبيذها وكسرتهُ، أبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعة بالأغاني الفارسية. قلت: لن تأتي. سأنضو ربطةَ العنق الأنيقة [هكذا أرتاح أكثر] أرتدي بيجامة زرقاء. أمشي حافياً لو شئتُ. أجلس بارتخاء القرفصاء على أريكتها، فأنساها وأنسى كل أشياء الغياب / أعدتُ ما أعددتُ من أدوات حفلتنا إلى أدراجها. وفتحتُ كل نوافذي وستائري. لاسر في جسدي أمام الليل إلاّ ما انتظرتُ وما خسرتُ... سخرتُ من هَوَسي بتنظيف الهواء لأجلها [عطرته برذاذ ماء الورد والليمون] لن تأتي ... سأنقل نبتة الأوركيد من جهة اليمين إلى اليسار لكي أعاقبها على نسيانها... غطيتُ مرآة الجدار بمعطفٍ كي لا أرى إشعاع صورتها ... فأندم / قلتُ: أنسى ما اقتبستُ لها من الغزل القديم، لأنها لا تستحقُّ قصيدةً حتى لو مسروقةً... ونسيتُها، وأكلتُ وجبتي السريعة واقفاً وقرأتُ فصلاً من كتاب مدرسيّ عن كواكبنا البعيدة وكتبتُ، كي أنسى إساءتها، قصيدة هذي القصيدة!” قصيدة : لماذا تركت الحصان وحيدا ؟ إلى أين تأخذني يا أبي؟ إلى جهة الريح يا ولدي …
… وهما يخرجان من السهل ، حيث أقام جنود بونابرت تلاً لرصد الظلال على سور عكا القديم ـ يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على جبل في الشمال ، ونرجع حينَ يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ
ـ ومن يسكن البيت من بعدنا يا أبي ؟ ـ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي !
تحسس مفتاحه مثلما يتحسس أعضاءه ، واطمئن. وقال لهُ وهما يعبران سياجاً من الشوك : يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ أباك على شوك صبارة ليلتين، ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم سيرة الدم فوق الحديدِ …
ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟ ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها …
تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ، لسيارة الليل. تعوي ذئاب البراري على قمر خائف. ويقول أب لابنه: كن قوياً كجدّك! واصعد معي تلة السنديان الأخيرة يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ عن بغلة الحرب ، فاصمد معي لنعودَ
ـ متى يا أبي ؟ ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني!
وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة وكان جنود يهوشع بن نون يبنون قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما يلهثان على درب (قانا): هنا مر سيدنا ذات يوم. هنا جعل الماء خمراً. وقال كلاماً كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر غداً. وتذكر قلاعاً صليبية قضمتها حشائش نيسان بعد رحيل الجنود …قصيدة : لا شيء يعجبني يقول مسافرٌ في الباصِ .. لا شيءَ يُعْجبُني لا الراديو و لا صُحُفُ الصباح , و لا القلاعُ على التلال. أُريد أن أبكي يقول السائقُ: انتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ, وابْكِ وحدك ما استطعتَ تقول سيّدةٌ: أَنا أَيضاً. أنا لا شيءَ يُعْجبُني. دَلَلْتُ اُبني على قبري’ فأعْجَبَهُ ونامَ’ ولم يُوَدِّعْني يقول الجامعيُّ: ولا أَنا ‘ لا شيءَ يعجبني. دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة. هل أنا حقاً أَنا؟ ويقول جنديٌّ: أَنا أَيضاً. أَنا لا شيءَ يُعْجبُني . أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً يُحاصِرُني يقولُ السائقُ العصبيُّ: ها نحن اقتربنا من محطتنا الأخيرة’ فاستعدوا للنزول… فيصرخون: نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ’ .. فانطلق! أمَّا أنا فأقولُ: أنْزِلْني هنا . أنا مثلهم لا شيء يعجبني ‘ ولكني تعبتُ من السِّفَرْقصيدة : لاأريد من الحب غير البداية لاأريد من الحب غير البداية ، يرفو الحمام فوق ساحات غرناطتي ثوب هذا النهار في الجرار كثير من الخمر للعيد من بعدنا في الاغاني نوافذ تكفي وتكفي لينفجر الجلنار اترك الفل في المزهرية ، اترك قلبي الصغير في خزانة امي ، اترك حلمي في الماء يضحك اترك الفجر في عسل التين ، اترك يومي وامسي في الممر الى ساحة البرتقالة حيث يطير الحمام هل انا من نزلت الى قدميك ، ليعلو الكلام قمرا في حليب لياليك ابيض .. دقي الهواء كي ارى شارع الناي ازرق .. دقي المساء كي ارى كيف يمرض بيني وبينك هذا الرخام الشبابيك خالية من بساتين شالك . في زمن آخر كنت اعرف عنك الكثير ، واقطف غاردينيا من اصابعك العشر . في زمن آخر كان لي لؤلؤ حول جيدك ، واسم على خاتم شع منه الظلام لااريد من الحب غير البداية ، طار الحمام فوق سقف السماء الاخيرة ، طار الحمام وطار سوف يبقى كثير من الخمر ، من بعدنا ، في الجرار وقليل من الارض يكفي لكي نلتقي ، ويحل السلام | |
|