حول القافلة التضامنية مع ساكنة إميضر في معركتهم من أجل الكرامة

الصديقات والأصدقاء في اللجنة الوطنية لدعم ساكنة “إميضر ”
الصديقات والأصدقاء في الهيآت المشاركة في هذه القافلة
أيتها المواطنات أيها المواطنون
باسم الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان المشكل من 18 ثمانية عشر هيئة حقوقية مغربية ، أحيي ساكنة إميضر المناضلة و من خلالها أتوجه بتحية عالية للمناضلين الذين اعتقلوا بسبب وفائهم لنضالات الساكنة ولمطالبها العادلة والمشروعة ، والذين أدوا الثمن بالإبعاد لمدة عن أسرهم وأحبائهم بعد صدور أحكام جائرة في حقهم قضوها وراء القضبان بسبب عدم تحمل القضاء لمسؤوليته في إنصاف المظلومين وتحيزه السافر إلى جانب الشركة والسلطات المدعمة لها .
و أتوجه بالتحية لكل القوى المساندة لنضالكم من أجل مطالبكم العادلة والمشروعة في العيش بكرامة ، كمأ أتوجه بتحية خاصة لكل نساء إميضر المناضلة ،نظرا للأدوار التي لعبتها وتلعبها المرأة بإمضير في دعم جميع المعارك النضالية التي عرفتها المنطقة سنوات 1986 و1996 و 2010 ومعركة الصمود و الاعتصام لسنة 2011 والتي لازالت مستمرة منذ أكثر من سنة ، حيث كان حضور المرأة وازنا ومتميزا .
أيتها المواطنات ، أيها المواطنون
لقد مرت الآن أكثر من سنة على اعتصامكم الذي سبقته المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والذي انطلق منذ فاتح غشت 2011 إلى الآن، من أجل فتح الحوار الجدي والمسؤول للاستجابة لمطالبكم أنتم المعتصمون برغم قساوة الحياة ، والتي هي في الجوهر مطالب الساكنة بكاملها برفع التهميش عن المنطقة ووقف الحكرة والتعسفات والتي غالبا ما تنتج عنها اعتقالات تعسفية تعقبها محاكمات جائرة تنتفي فيها شروط وضمانات المحاكمة العادلة وهو ما يستدعي إسقاط تلك المتابعاب وجبر أضرار ضحاياها .
إن صمود الساكنة ودخولها في هذا الاعتصام الطويل والمرهق يأتي للرد على سياسة الشركة التي تجني الأرباح الطائلة ولا تفي بالتزاماتها وتعهداتها وأساسا تلك المتعلقة بتشغيل ابناء المنطقة والتعويض عن الاستغلال غير القانوني للأراضي وتحديد المساحة المستغلة والرفع من ثمن الكراء وجبر الأضرار الجماعية عن الاستغلال اللا قانوني للموارد الطبيعية من الماء و الرمال و الأراضي ، و تحمل مسؤولياتها كفاعل اقتصادي لتساهم في تنمية المنطقة وحماية بيئتها، وذلك لتطوير أساليب الإنتاج وانفتاحها على محيطها الخارجي واحترامها لمبدأ حقوق الإنسان والمساهمة في إنشاء مشاريع تنموية، ثقافية ، رياضية بشراكة مع مختلف المكونات المجتمعية بالمنطقة ، حتى يتم النهوض بأوضاع الساكنة على مستوى التعليم والصحة والسكن اللائق والمحافظة على البيئة نظرا للتأثيرات التي يخلفها استغلال المنجم، والتي لا تحترم المعايير المتعارف عليها دوليا وهو ما تنتج عنه الأمراض والأوبئة التي تمس الإنسان والطبيعة على حد سواء .
وتبقى من بين المطالب الأساسية التي تشكل الاستجابة إليها مدخلا لفك العزلة عن الساكنة بالمنطقة، مسألة تطوير شبكة الطرق وشبكة الماء الصالح للشرب والكهرباء، وإحداث مشاريع ذات مردودية لصالح شباب ونساء المنطقة
بشكل خاص وساكنتها بشكل عام .

أيها المواطنون والمواطنات
إن إعلان الأمم المتحدة حول التقدم والإنماء في الميدان الاجتماعي يؤكد على حق قطاعات السكان المحرومة في نيل فرص إحراز التقدم الاجتماعي والاقتصادي متكافئة لفرص الآخرين، بغية تحقيق مجتمع صادق التكامل. كما ينص على أن التقدم والإنماء في الميدان الاجتماعي يقتضيان اشتراك جميع أفراد المجتمع في العمل المنتج والمفيد اجتماعيا، والقيام، وفقا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية ولمبدأي العدالة والوظيفة الاجتماعية للملكية، بإنشاء أشكال لملكية الأرض ووسائل الإنتاج تنفي أي استغلال للإنسان وتؤمن للجميع حقوقا في الملكية متساوية وتهيئ أحوالا تفضي إلي مساواة حقيقية بين الناس .
ويحث نفس الإعلان على ضرورة اعتماد تدابير لإزالة الآثار الاجتماعية السيئة التي قد تنجم عن الإنماء الحضري، والتصنيع، وضرورة الحفاظ علي توازن سليم بين الإنماء الريفي والإنماء الحضري، والقيام خاصة باتخاذ تدابير تستهدف ضمان تحسين الأحوال الصحية في المراكز الصناعية الكبيرة واعتماد تدابير لتأمين الإشراف المناسب علي استغلال الأرض لما فيه مصلحة المجتمع
إن نضالكم هو نضال من أجل حقوق الإنسان وإن دعم معركتكم واجب لكل المدافعين عن حقوق الإنسان، لأن
اعتصامكم الذي عبرتم من خلاله أنتم ساكنة إميضر تعبير عن رفضكم استمرار "الحكرة" التي عانيتم و تعانون .

أيها المواطنون والمواطنات
إن اعتصامكم الذي عبرتم من خلاله أنتم ساكنة إميضر عن رفضكم استمرار "الحكرة" التي عانيتم و تعانون منها على امتداد عقود من الزمن، الحكرة الواضحة من خلال عدم أخذ هذه المنطقة بعين الاعتبار في جميع المشاريع التنموية و على نذرتها ، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول هذا الإصرار في الاستغلال المتوحش لهذه المناجم مع إبقاء ساكنة المنطقة تحت الفقر المدقع والأمراض وفقدان كافة حقوق المواطنة .
و عوض أن تنكب الشركة على المشاكل المطروحة لمعالجتها فإنها اختارت أن تتعاون والسلطات بالمنطقة للتنكيل بكم ومحاولة نسف الاعتصام السلمي المطالب باحترام حقوقكم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والبيئية و بالتحديد الاستفادة من الخيرات المنجمية التي تزخر بها المنطقة .
إن ما تعيشونه بمنطقتكم تتقاسمه معكم العديد من المناطق على طول وعرض الوطن فالحق في العيش الكريم يزداد صعوبة يوما بعد يوم بالنسبة لغالبية عموم الشعب المغربي في الوقت الذي تنعم فيه فئة قليلة في عيش رغيد و لا تحس بآلام و معاناة فقراء هذا الوطن، أما الحقوق الأخرى الأساسية كالحق في الصحة و التعليم و السكن اللائق فحدث و لا حرج، فالمواطن البسيط الذي لا يستطيع توفير لقمة الخبز اليومية، كيف له أن يجد ما يؤدي به مصاريف التطبيب و العلاج، و" يلا مرض الفقير فبلادنا راه كايموت بمرضو.." هذا واقع تابعناه أمام العديد من أبواب المستشفيات بعدد من المدن المغربية، وقس على ذلك الحق في الشغل الذي أصبحنا نتابع حلقات مسلسلاته اليومية التي يكتوي بعنفها شباب في عمر الزهور بشارع محمد الخامس بالرباط وشوارع مدن أخرى .
و ليس هذا فحسب، بل إن واقع الحقوق و الحريات يعرف المزيد من التراجع حتى عن العديد من المكتسبات الجزئية التي راكمتها الحركة الحقوقية المغربية والديمقراطية بتضحيات غالية.وأساسا منها الحق في التظاهر السلمي، والحق في التجمع و الحق في تأسيس الجمعيات و الحق في حرية الرأي و التعبير و الحق في حرية الصحافة وما إلى ذلك؛ فلنا من الأمثلة الكثير مما تنشره الهيئات الحقوقية المغربية و الدولية .
إننا في الحقيقة سنواصل نضالنا من أجل مغرب تسوده الديموقراطية وتحترم فيه حقوق الإنسان ، لذلك فإن معركتكم هي معركة كل شرفاء هذا الوطن ،ولذلك نظمنا هذه القافلة التي نريد من خلالها أن نبلغ رسالة إلى كل المسؤولين بهذا البلد، ونقول لهم أن معركتكم تندرج في إطار النضال العام الذي تخوضه كل القوى الحية بالمغرب من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وضد الاستبداد والفساد ، والذي أعطته حركة 20 فبراير دفعة قوية خلال السنتين الماضيتين ..
فتحية لإميضر الصامدة وتحية للصديقات و الأصدقاء في اللجنة الوطنية لدعم ساكنة “إميضر”الصامدة
وتحية لكل الذين يدعمون نضالاتكم برغم القمع و القهر.وعهدا على الاستمرار في دعم نضالكم العادل والمشروع .