kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: أنطولوجيا التقاعد الجمعة 29 مارس 2013 - 18:05 | |
| أنطولوجيا التقاعد الحسين النبيلي أصبح شبه مؤكد أن الأمور تسير في دهاليز الحكومة الحالية نحو الإجهاز على حق يثوق إليه أغلب العاملين أو ما يصطلح عليهم بالطبقة العاملة أو الشغيلة عموما.
إن ما تروم إليه الحكومة هو ضرب لحق هذه الطبقة في زمنها الوجودي، فالكل يعلم جيدا أن الإنسان منذ بدايات طفولته يتم فرض زمن عليه وذلك بتطويعه لكي يحترم زمن المدرسة والإعدادية والثانوية والكلية..، إذا ما قدر لهذا الفرد أو ذاك أن يمر بشكل طبيعي من هذه المراحل التي تفرض عليه استعمال زمن معين لا يتزحزح عنه قيد أنملة إن أراد النجاح في الحياة حسب عرف المجتمع، الذي يحكم عليه بالفشل فور خروجه عن هذا الزمن طوعا أو كرها. يبقى هذا التحكم في زمن الإنسان حتى يصل إلى مستوى لحظة العمل أو التوظيف ، فيبدأ في تطبيق برنامج زمني مكرها أو استعمال للزمن يكون مفروضا عليه بشكل عمودي إن أراد أن يستمر في عمله وإلا كلفه ذلك باهظا وهو الطرد من العمل، هذا الفرد المسير( بتشديد الياء ونصبها) لا يملك وسائل إنتاج وبالتالي يصبح رهن إشارة رب المصنع أو الإدارة ..يقدم خدمة مقابل أجر معين، قد يكون مجحفا في حقه أو مرضيا المهم أنه يشتغل. هذا العمل قد يستمر فيه الفرد ما يزيد عن ثلاثة عقود بمرّها وحلوها بإخفاقاتها و نجاحاتها بعافيتها وعللها، ليبدأ المشيب يضرب مفرق الشعر وتبدأ المحاجر بالذبول ويبدأ العد العكسي ومعه عد ساعات المرض والعجز، حيث يترقب الفرد العامل لحظة الانعتاق من زمن الإدارة و زمن رب المعمل..إلى زمنه "هو " الزمن الوجودي" وهو التقاعد بعد ستة عقود تمر مرور الكرام، في غفلة منا وقد أكل الدهر منه وشرب. الزمن الوجودي الأنطولوجي بداية حياة جديدة، يستنشق فيها المشتغل عبق التحرر من ذاك الزمن الإجباري، ليعود إلى ذاته و يعيش لحظته "هو " يحتسي قهوته متى شاء يستيقظ وينام وقتما شاء، يزور خلانه القدامى والجدد ويسامرهم يسافر لوحده أو معهم أو مع أسرته يختار أجمل أيام السنة لستدفئ بشمس الربيع والصيف، ويعشق عبق وسحر الخريف يتأبط صنارته يعانق أحفاده يمارس هوايته يعيد تفاصيل حياته يلامس كتبه ينمنم خطواته يحج أويعتمر.. إنه الزمن الذهبي "l’âge d’or" كما يصفه الغربيون . تمة يحس أن زمانه "هو " وليس زمان المجتمع المتسلط. اليوم أصبحت تلوح في الأفق 65 سنة لأجل الاستمتاع بزمن التقاعد قد يلحقها العامل أو قد يغيب عنها قبل بزوغ فجرها، بل منهم من يلوح ب 67 سنة قمة الاستهتار بالإنسانية نحو العبث بكينونتها إلى آخر رمق، لإصلاح أخطاء آخرين استهتروا ذات مرة بصندوق التقاعد وأدخلوه هذا النفق المسدود دون محاسبة في "زمن الأخطاء"، ليكفر عنها المهددون كطبقة مشتغلة العاملة الآن بهكذا قرار جائر عن خطيئتهم من دمهم من عمرهم ووجودهم، يحملون وزر تلك الأخطاء، يدحرجون الصخرة إلى الأبد كما فعل "سيزيف" وتلك مرحلة أخرى أعجز عن توصبف زمنها ربما زمن النهاية إلى الأبد.. | |
|