كلمات بين سنتين

نطوي السنوات في خلسة الشارد نحو الفناء، ونرحل من نهار الى ليل حالك. نغازل التجاعيد ونرسم مئذنة أخرى ونعلن خراب العالم.
هكذا يبدو مشهدنا الممتد من المحيط الى الخليج ؛سجون متلاصقة سجان يمسك سجان: نعم نحن جزء من الحلم و من الامل المتشظي هنا وهناك، لكن لهفة المخاض وتكالب القادمين من الوراء، الطامحين الى جرنا نحو الخلف، يعرقل التجاوز المطلوب .

المراد هنا، ليس حديث عن ثورة أو حلم معاش وانما وصف انعكاس للغة تمتنع عن إخراج أفعالها وتزف لنا الاسماء والنعوت. إنه جدل أخر مخصي مثل مجدنا، لا ينتج سوى أوصاف العهر وما تبقى من مؤخرات الزمن البائس. يتنكر لكل شهيد ومقاتل ومقاوم في ساحات الحرب والشموخ والإباء ويجعل من سلم التملق والانحناء ممرا الى سماء الذل والخنوع ويجهز على هذا التحول المعاق.
ما كان أن يكون هذا الحال، على كل مستويات الانتاج والفعل لو لا هذا التاريخ الملغوم من مهده، المقيد في تجربته والمسروق من سياقه؛ تاريخ مزور ومكتوب بحبر الطغاة الحاكمين بأمر الغزأة، السافكين لدمنا بسيوف الغلاة. هذا هو وجهك ايها التاريخ الملعون، المؤرخ في جلود الخنازير ونعاج السبي.

نعم نطوي ما تبقى لنا من الدقائق ونرحل من سنة الى سنة، نبتغي صفاء الذات وهناء الوجع السرمدي. ونتطلع الى وجد روحي/صوفي، خارج هذا الداخل الحارق.
طموح هكذا هو طموح المهزوم بل المكسور، ونحن سبايا الحال، رعاع في اعين الواقفين فوق دمنا. لا نملك في الوقت سوى جلد الذات دون ان تكون قد ارتكبت جرم الزنا أو حتى الاستمناء.
سنة 2012 خلف اليقين و2013 طموح وحنين وشوق الى بديل أخر أكثر اشراقا وحرية وعدالة اجتماعية وتعددية متأسسة على المشترك الانساني بكل ابعاده وتجلياته، حيث يتحقق شرط الكينونة المتأصلة في ذات الذات. وكل عام وانتم بخير.