الآفاق القادمة
ساهم معنا من أجل تلمس آفاقنا القادمة
الآفاق القادمة
ساهم معنا من أجل تلمس آفاقنا القادمة
الآفاق القادمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الآفاق القادمة

الجميع يفكر في تغيير العالم ، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
زيارتك لنا هي رقم

المواضيع الأكثر شعبية
علاقة الفن بالواقع
تعريف وأشكال الأراضي السلالية
مختارات من روائع الشاعر محمود درويش - 01 -
أسس الصحة المدرسية
دروس هامة وعملية في علم التشريح .
برنامج المحاسبة :عربي رائع سهل الاستخدام ومجاني .
اختبار الذكاء باللغة العربية :Arabic IQ Test
قانون الحريات العامة بالمغرب
الثورة لا تعرف لغة السوق
موسوعة الوثائف الخاصة بأساتذة السنة الأولى ابتدائي
مرحبا بالزوار من كل البقاع

احصل على دخل إضافي

 

 صور العيد المتشاكسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
kimgou64
مدير عام
مدير عام
kimgou64


عدد المساهمات : 1194
تاريخ التسجيل : 10/10/2012
العمر : 60
الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com

صور العيد المتشاكسة  Empty
مُساهمةموضوع: صور العيد المتشاكسة    صور العيد المتشاكسة  Emptyالجمعة 2 نوفمبر 2012 - 15:15

صور العيد المتشاكسة

الكاتب علاء الريماوي

صور العيد المتشاكسة  Images?q=tbn:ANd9GcSA_-_iyY3qieTUkC1oD0zm1sDZnyky8oOusjGqP7mqO5SV7EUpF6dXzzw
في العيد تكثر المشاهد ، وتتزاحم الصور المتشابكة والمشكلة لفرحة العيد عبر ألعاب الصغار ، تكبير الكبار ، وأضاحي الطائعين الأخيار ، حتى إذا كتب الشعراء دفق قلوبهم في العيد زينوا القافية ، وأناروا صدر القصيد بألوان تطرب لها النفس وترقص على إيقاعها رعشة القلوب السعيدة .

صور العيد المتشاكسة  Images?q=tbn:ANd9GcRsi3hiREayNHdX66fvNUsA_9BxE_HR-7p_MyBtIsGzT3Xb1ixB
في مساحات الفرح تظل فلسطين عاجزة عن نصب خيمتها هناك ، مختارة دربا تزداد مع الأيام قسوته ، وصعوبته حتى إذا مضت رواية الوصف كانت جريحة يحرص كاتبها التجلد عبر الاختباء وراء الحروف المنتصبة خوف انكشاف عبرات العيون الفاضحة .
في العيد تعود الناس من الأئمة الوقوف على حكايات الألم في الأمة حتى إذا كان الختام كانت الدعوة لعناق الحاضرين بعضهم لبعض ، فيصادفك إبن شهيد ، ووالد أسير ، وشقيق جريح فتلملم من الذكريات ما يبقيك حزينا قاظما للوجع حتى تغادر المسجد .
في طواف الرحم كانت الزيارة واجبة لبيت من نحب من الإخوة الذين تركناهم مع أحكام تزيد عن الف عام ، في مغادرتي لأحد البيوت وقفت والدة بلال البرغوثي وهي تريني صورا التقطتها مع بلال بمناسبة بلوغ وجوده في السجن 11 عاما ، قلبت وإياها الصور وإذا بمشهد يفوق طاقتي على الاحتمال ، بلال يجثوا مقبلا يد والدته وهي الصابرة تبكي لهيب الشوق المكبل منذ 11 عاما .
مضى المشهد وعبرنا الى مساحة على ذات الإيقاع ، حين وصلنا الى بيت صديق شهيد ، سألت الأم حالها فأجابت: "قبر ولدي نسيه الأصدقاء ، وأنا الوحيدة التي سلمت عليه يوم العيد " ، تسمرت أمام عباراتها المثقلة بالعتب ومضيت اتلمس الخطى نحو اعتذار المقصر ، فما أرضيت نفسي وما استطعت الكلام ، وعشت في صراع مع ذكريات حب اخوي أثقلت عليه متطلبات الحياة القاسية .
لم يغلق المشهد بعد ومضينا في طواف بين مدن الضفة من الخليل الى جنين ، في رحلة الطواف بحثنا عن الضفة فلم نجد لها ملمحا ، مستعمرات تبتز عين المدن ، وشوارع كبيرة ملوثة بأعلام ( إسرائيل ) ، ومستعمرون آمنون ينتشرون على الطرقات يركبون دراجاتهم ، ويلهوا من خلفهم اطفالهم في منتصف الضفة الغربية حتى أن المارة بقرب محافظة سلفيت أفزعهم مشهد لا أخلاقي لمستعمر وصديقته على ناصية الطريق .
هذه الصور القاتمة ليست خاتمة المشاهد في الضفة ، والتي تعيش مدنها حكاية اكتمال المشروع الاستيطاني الذي أقفل على المدن حدود توسعها عبر سياج من الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستعمرون للوصول الى تجمعاتهم القريبة ، قرابة 800 الف مستعمر يتوزعون في القدس والضفة الغربية ، يزاحموننا في تفاصيل الحياة ، ويتعاركون معنا في مساحات الضفة الضيقة عند المفترقات ، وفي أزقة بعض المدن التي يحتلون قلبها كالخليل ، بيت لحم ، و نابلس .
هذا الحديث يصعب على قارئه تصور المشهد ، في الضفة بات مستحيلا التواصل بين المدن الفلسطينية التي تبدأ ببوابة دخول يلتف في محيطها جدار الفصل ، وأسيجة شائكة حولت كل مدينة الى سجن تتحكم دورية الاحتلال بساعة الدخول والخروج منها وإليها ، هذا الحال ليس مبالغة ( العاصمة السياسية ) رام الله حددت اسرائيل لها مدخل من الجنوب وختمته بحاجز قلنديا ثم في الشمال وختمته بحاجز عطاره في كل حالة عقاب تريدها حكومة الكيان تغلق بوابة الحواجز يكتمل مشهد المعتقل ، هذا المشهد تعيشه مدن الضفة كلها .
حديث الصور لن تجاوز فيه سلوك المواطن في الضفة خلال أيام العيد ، أسواق الضفة راكدة ، وحساب الموظف مع البنوك معقد ، وحسبة الشهور مع الرواتب وضع لها تقويم جديد إذ بات مشهورا عند السؤال ما تاريخ اليوم ؟ يجيبك الناس 58 | 9 في لمز أن فاتورة الرواتب تدفع كل شهرين مما جعل استحقاق العيد ثقيلا على الأسر التي بات الغلاء يطارد جيوبها ويسرق ما تبقى من تحويشة العمر .
تحويشة العمر والاستيطان ، لم تنسي الناس الحديث عن نتائج الانتخابات المحلية ، الأفق السياسي ، الذهاب للامم المتحدة ، المصالحة ، شكل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم ، قوة ليبرمان المتوقعة ، والحرب المتوقعة .. حتى إذا سكن الناس أغلق المشهد على صور متشاكسة ، مشتبكة خائفة قريبة في اللون الى الرمادي المعبر عن مجهول الايام القادمة .
حديث المجهول يظل الدعاء فيه غالبا بأن يحفظ الله الناس وأرضهم ، وأن يعيد عليهم الاعياد وقد هدى قيادتهم أو استبدلها، على أمل صور متشابكة أجمل في العيد القادم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://afaqkadima.yoo7.com
 
صور العيد المتشاكسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الآفاق القادمة :: آفاق الفنون والآداب النوعية الملتزمة والجادة :: آفاق روائية وقصصية-
انتقل الى: