kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: الشعوب المضطهدة :أي موقع لأنصار الشعب السوري اليوم ؟ الخميس 25 أكتوبر 2012 - 18:12 | |
| الشعوب المضطهدة :أي موقع لأنصار الشعب السوري اليوم ؟ كل يوم أرقام القتل و الاختطاف و الإعدامات في تزايد، كل يوم الدمار و الخراب ، كل يوم المجازر و سفك الدماء ، كل دلك بسوريا الحاضر ، و السؤال هو من يَقتُل ؟ و من يُقتَّل ؟ و ماذا يخَرب؟ و ماذا يجري ؟ إنها جريمة تحدث أمام أعين العالم أجمع ، جريمة ضحيتها الشعب السوري . الشعب السوري يدفع الثمن كل يوم من دماء أبناءه و اقتصاده و عمرانه و من كل ما أنجزه لعقود من الزمن . إنها حرب للتخريب و التدمير من أجل مشاريع إعادة الإعمار لحل أزمات الشركات العابرة للقارات ، و من أجل إخضاع شعب و منطقة بكاملها للاستغلال و النهب و التقدم لإتمام خريطة القواعد العسكرية الاستعمارية في المنطقة على غرار ما جرى بالعراق . حرب يقودها من الخلف الناتو و على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني و أنظمة الملوك و العشائر بالمنطقة من جهة ، و النظام الديكتاتوري السوري بدعم من إيران و روسيا و الصين من جهة أخرى . الطرف الأول من أجل إخضاع المنطقة لمصالح حلفاء أمريكا و الثاني للحفاظ على مصالحه و حماية مصالح حلفائه ، الأول تحت مبرر حماية الشعب السوري و الثاني تحت مبرر حماية الوطن و تطهيره من عصابات الإرهاب . إن انتفاضة الشعب السوري لما انطلقت في السنة الماضية ، تحت سياسة الحديد و النار ، التي ووجهت بها من طرف النظام الدكتاتوري ، كان الشعب مصرا على الصمود و التحدي من أجل الحرية و العدالة و الكرامة ، من أجل بديل يقيمه بنفسه أي بديل شعبي للتخلص من سارقي عرقه و قوته و قامعي حريته و ناهبي خيراته كاستمرار لمسار من التضحيات كانت ضرائبها القتل و الاعتقالات و النفي و التشريد لشرفائه الأحرار . لكن دخول الامبريالية و حلفائها من ملوك و أمراء و سلاطين و قوى الظلام ( الإخوان المسلمين و السلفيين ) و عناصر معزولة تعيش على الدعم من المؤسسات الامبريالية و الرجعية في فرنسا و تركيا و أمريكا ،و لا تمثل إلا نفسها ، على الخط ، أجهضت الثورة و تلاعبت بها و شوهتها و حرفتها عن مسارها التحرري الديمقراطي مستفيدة من استوديوهات قنوات النفط و الأسلحة التركية و الخليجية و خطط و توجيهات الناتو العسكرية و فرقه الخاصة و قناصته و فلول الظلام القادمة من مختلف بقاع العالم و المرتزقة المأجورون . إن عصابات الظلام و المرتزقة و الخونة يخوضون حربا بالنيابة عن الناتو و حلفائه ، و هم من يقودونها من الخلف . إن الناتو و حلفاؤه هم مدبروها و أصحاب المصلحة فيها . كما أنها طريقة لإجهاض الثورات على الأنظمة الفاسدة و الدكتاتورية و تشويهها ، و في نفس الآن استهداف للوعي الثوري في كل مكان ، في شروط الأزمة الاقتصادية و التمردات و الاندفاعات الثورية ، مستفيدة من غياب أدوات التأطير الداني المستقل للشعبين السوري-و كذا الليبي من قبل- نظرا لظروف سياسية حكمت التاريخ القريب للشعبين مما جعلهما عرضة لتحريف المسار – و هذه الطريقة ستقتبسها لا محالة كل الأنظمة الرجعية لاستثمارها في قطاعات عدة- . الشعب السوري وقف ضد النظام السوري كما هو ضد الكيان الصهيوني و ضد الوجود الأمريكي في المنطقة و ضد الناتو و ضد أنظمة الملوك و السلاطين . ليس الشعب السوري من فتح الجسور لعصابات المرتزقة و عملاء السلاطين و الأمراء و المخابرات الامبريالية ، ليس الشعب المجوع و المفقر و المقهور و غير المنظم و المفتقد لكل شئ من أسس " الجيش الحر " و زوده بالسلاح و العتاد و الأجهزة التكنولوجية المتطورة و الخطط العسكرية . إن الشعب السوري الراغب في الحرية و العيش الكريم و المجتمع البديل بريئ من كل هذا ، أما من يتحدثون اليوم أمام كاميرات النفط من عناصر العصابات الظلامية المأجورة و من العملاء المنشقين الذين ساهموا في نهب خيرات الشعب و تفقيره ( قبل انشقاقهم مستفيدين من مراكز السلطة ) لا يمثلون إلا أنفسهم و مصالح القوى الاستعمارية – أمريكا بالدرجة الأولى – إنهم من سلالة من جاءت بهم أمريكا على دباباتها لملئ كراسي السلطة بالعراق بعدما تخلصت من صدام حسين . و النظام السوري لا يمثل الشعب السوري ، انه عدو الشعب السوري ، انه يمثل مصالح رموز السلطة و البرجوازيين الكبار و مصالح روسيا و الصين و إيران و إعادة بناء التوازن في المنطقة . لهذا فالواجب يتطلب منا مناهضة الحرب الرجعية في المنطقة حرب ضحيتها الشعب السوري ، و تصب في مصلحة الأطراف المتصارعة ، المناهضة لمصالح الشعوب . و هذا هو الموقف و الموقع السليم الذي يتطلب الدفاع عنه و مساندته من قبل الشعوب و قواها الثورية و الديمقراطية و قوى السلام العالمي . أما التضامن مع " الثورة السورية " فَقَدْ فَقَدَ معناه اليوم ، فانحراف المسار و الانعطاف السريع يحكم علينا بإعادة بناء مواقفنا طبقا للواقع المستجد و للخصائص التي تميز الوضع الراهن في سوريا . فلا للوقوف بجانب من يخدعون العالم " بدعم الثورة السوية " أي الامبريالية و حلفائها و عصابات المرتزقة و الظلامية ، و لا للوقوف إلى جانب الدكتاتورية و حلفائها من روسيا و الصين و النظام الرجعي الإيراني باسم أطراف الممانعة . إنها حرب إجرامية حرب بين سفاكي دماء الشعوب ، من أجل الغنائم و مصالح رأس المال ، لهذا لا يجب أن نوفر الشروط للأطراف المتصارعة لكسب ثقة الشعوب و خصيصا وسط الجماهير الغاضبة و الرافضة لسفك دماء الأبرياء و المترددة ، فالجماهير يوما عن آخر يتعاظم لديها الشعور بالغضب مما يحدث من إجرام . و هذا يتطلب تسليط الأضواء على الدرب و الطريق السليم ، على مناهضة حروب مصاصي الدماء ، على تنوير الشعوب المضطهدة و المقهورة بحقيقة ما يجري ، و تطوير أشكال ردها و أدائها . يجب توضيح أن الحرب تجري بين أعداء الشعوب بين أعداء التحرر و الإنعتاق بين أعداء البيئة و السلم و الحرية بين الظالمين و ناهبي الشعوب و مضطهديها ، و ضحاياها هم الأبرياء من أبناء الشعب السوري و ما أنجزه أبناء الشعب السوري لسنين من الكدح و العمل . إنها تجري من أجل خيرات منطقة بأكملها . إن تصوير الحرب الحالية أنها حرب ثورية أو حرب للدفاع عن الوطن هي خدعة و تضليل لوعي الشعوب و للحماس الثوري الجاري في المرحلة . ان التضامن و الدعم و التعبئة من الواجب أن تصب في مصلحة الشعوب المقهورة و المضطهدة ، في صالح التحرر ، في صالح تقرير مصير الشعوب بنفسها ، و ليس إلى جانب طرف من الأطراف المصنفة في أعداء الشعوب ، و التي تجند قواها لدبح الشعب السوري الآن. . و في الأخير يمكن أن نسجل للتاريخ أن " الخوانجية " من " إخوان مسلمين " و " سلفيين " دخلوا تاريخ تجار الحروب و الدماء من بابه الواسعة و العمالة للامبريالية و أنظمة العشائر و الملوك . و من لم يقرأ ما جرى بأفغانستان أيام نجيب الله فليتأمل اليوميات الحية بسوريا الآن ، و هذه حقيقة أخفوها باسم "المجاهدين الأفغان " في الأمس، و اليوم يحاولون إخفائها باسم " الثورة السورية " . س. مناضل قاعدي | |
|