kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: بنكيران النيوليبرالي الجمعة 11 يناير 2013 - 16:01 | |
| بنكيران النيوليبرالي الآفاق القادمة المغاربة أصبحوا يعيشون أكثر، ولم نعد نموت في سن مبكرة، كما كان يحصل لنا في السابق، ولقد ارتفع معدل الحياة لدينا إلى 73 سنة، بفضل البحبوحة والربيع العربي والياغورث والحليب المبستر ودخول شوارما والبوكاديوس والديك الرومي المعدل جينيا وموز الإيكوادور الذي لم يعد مكلفا ولم يعد يأكله المرضى فقط، ولذلك علينا أن نصلح أنظمة التقاعد والمعاشات، فالخطر يهدد الجميع، والإفلاس على مرمى حجر، وإن لم نتحد الآن نقابات ومواطنين وأغلبية ومعارضة ودولة، فإننا سنغرق جميعا، ولكي لا نغرق، علينا أن نرفع سن التقاعد، فالذين يبلغون 60 عاما هم بميزان اليوم شباب، واحتراما لمشاعرهم ونخوتهم يجب أن نرغمهم على العمل إلى أن يبلغوا من الكبر عتيا. وفي الوقت الذي كان يبلغنا فيه رئيس حكومتنا بهذا الخبر، وكان يتكلم بحكمة وتحسر وقلق بالغين، ويحذرنا من ذلك اليوم الذي ستصبح فيه صناديق التقاعد فارغة إن لم نتحرك وندعمه ونصفق لقراراته الشجاعة وغير الشعبية والتي لا يخاف أن تؤثر عليه، كان في نفس الحين يردد كلاما سبق أن سمعناه في بلدان أخرى، وكان في بعض الأوقات يردده بحذافيره، حتى يخال المرء أنه يستمع لينكولا ساركوزي مترجما إلى العربية، حينما انبرى هو الآخر لمواجهة مشكلة التقاعد، أو إلى أي نيو ليبرالي يرى أن الحل لكل شيء هو تخليص الدولة من متاعب المواطنين، وإعفاء الشركات الكبرى من الضرائب، واتهام دولة الرعاية بتشجيع الكسل وتبديد الأموال لصالح فئات لا تعمل وتنتظر الصدقة. حتى الأحزاب التي تدعي الليبرالية المطلقة في المغرب لا يمكنها أن تنافس بنكيران في هذا المجال، لقد فاجأ الجميع، لنكتشف أن حزب العدالة والتنمية هو حزب نيوليبرالي، وليس إسلاميا ولا هم يحزنون، لقد نزل كهدية من السماء، ليطبق كل القرارات التي كانت تتردد الحكومات السابقة في الإقدام عليها، ولتذهب الطبقة المتوسطة إلى الجحيم، رغم أنها تعيش في الواقع على حافة الفقر، لأن الحكومة لا يعنيها إلا المغاربة الذين يتسولون، وهم الذين ستمنحهم صدقة كل شهر، والأثرياء الذين ستعفيهم من الضرائب، كي لا يرحلوا من البلد ويبقوا معنا مشكورين. يمارس بنكيران مع المغاربة البسطاء الشعبوية في أبشع حالاتها، وينفذ في نفس الوقت تعاليم الأبناك الدولية مثل تلميذ نجيب، دون أن يشعر بأدنى حرج، ومن سمعه يوم أمس وهو يتحدث، سيكتشف أنه كان يردد بشكل ببغاوي خطاب اليمين المتطرف في بعده الاقتصادي، ألم يقل ساركوزي إنه و"إذا كنا نعيش مدة أطول من السابق، فإنه علينا بالتالي أن نشتغل مدة أطول" معتبرا ذلك مسألة تتعلق بالمسؤولية، وليس اختيارا إيديولوجيا، ولولا انتشار البطالة في المغرب وندرة فرص الشغل لسرق بنكيران من الرئيس الفرنسي السابق تلك الجملة الشهيرة والتي اتخذها شعارا لحملته الانتخابية، والتي تطالب الفرنسيين بالعمل أكثر كي يربحوا أكثر، والحال أن العمل غير موجود في المغرب، ومن الترف أن نفكر كيف نعمل أكثر أو أقل، وحتى الذين يعملون يعانون، و يشعرون بالخطر في كل لحظة. طبعا، سيجد بنكيران من يصفق له ويثمن خطوته، لأن العماء الإيديولوجي يجعل البعض يؤمن بكل ما يقوله بنكيران الإسلامي والصادق والذي يخاف الله، وسيصفق له حتى أعتى دعاة النيوليبرالية، الذين لم يكن أحد منهم يتوقع أن حزبا يسمى العدالة والتنمية يمكنه أن يكون ممثلا لهم في المغرب ومدافعا عن أفكارهم ومصالحهم، فالمظاهر تكون أحيانا خداعة، والسلطة مغرية، وتجعل الواحد يفعل المستحيل من أجل الإمساك بها لئلا تنفلت منه، وهناك منا من يتذكر ذلك اليوم الذي عبر فيه وزير الاتصال مصطفى الخلفي عن إعجابه بنموذج جورج بوش وحزبه الجمهوري، الذي يعارض منح التقاعد للمواطنين ويدافع عن الأثرياء، وهو ما لم نفهمه حينها، واعتقدناه لسذاجتنا مجرد مجاملة | |
|