kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: السمين يسمن بشحم النحيف السبت 27 أبريل 2013 - 17:30 | |
| السمين يسمن بشحم النحيف احسين إنيار: 26-4-2013 من خصوصية تحمل المسؤولية بالمغرب،وخصوصا على مستوى الحكومة والبرلمان ،أن الشخص المتقدم لتحمل تلك المسؤولية ، يزداد ، وفي غضون شهرين ،أو ثلاث، أو أربع ، حسب الحالة الصحية ، وزنا وتوردا . فمستوى العيش الذي يوضع فيه المسؤولون في تدبير الشأن العام ، ولو شكلا ،يسمح بالإحساس بالتخمة ، والتعرف عن قرب على معنى " الشبعة". وبحكم أن البطنة تذهب الفطنة ، كما قال الأولون ،فان ظهور المسؤولين يباشرون مهامهم وهم في صحة جيدة ، تظهر على سماهم النعمة ، أمر أساسي بالنسبة لنظام الاستبداد والإفساد القائم بالبلاد في إضفاء الهبة على كراسي المسؤولية ، وبالتالي تقديم وإنتاج صورة عن مغرب على غرار شعار " المغرب أجمل بلد في العالم "، وهي بالطبع صورة مغلوطة تخفي وراءها كل ماسي هذا العالم .
المسؤولون الكبار ، وفي جميع دواليب الدولة ، أصولهم الاجتماعية تجعلهم لا يهتمون ببطونهم المملوءة وخدودهم الموردة أصلا ، بل يوظفون العلف الذي تقدمه لهم الدولة في تسمين ثرواتهم وإيداعها بالبنوك الأجنبية ، بينما الذين أصولهم من الطبقات الدنيا ، فراس مالهم الأول يظهر من خلال اكتناز أبدانهم وتورد خدودهم .
الجسد المكتنز والخدود الموردة معيار أساسي لتحمل المسؤولية بالمغرب ، وبرتوكول نظام الاستبداد والإفساد يقصي كل من لا يقبل أن يصير جسده مكتنزا وخدوده موردة . في ثقافة نظام الاستبداد والإفساد ، مظهر السمنة والخدود الموردة تلعب دور الاستعلاء على الجماهير الشعبية ، وتجعل هذه الأخيرة تقتنع من تلقاء نفسها بان البشر " فيه او فيه '، وبالتالي القبول بالأمر الواقع، الذي يرتسم في الأفق كقدر . وعلى مستوى آخر ، يلعب هذا المعيار ، معيار السمنة وتورد الخدود ،دور التحكم في النخبة السياسية التي تتحمل المسؤولية الشكلية في تدبير الشأن العام ، لأنه كلما شبع هؤلاء، كلما فارقوا حياتهم الفكرية والثقافية التي تحتفي بالإنسان . إن نظام الاستبداد والإفساد لا يرقي سوى المحنكين في الولاء ، والذين سراويلهم ثوبها يكفي لكساء ثلاثة عراة .
تسود في الثقافة الشعبية المغربية فكرة كون السمنة موازية لما يسميه المغاربة ب"الخاطر"، أو "بارد القلب"، بمعنى حالة نفسية تجعل البدن لا يتأثر بمشاكل الحياة ، بينما يقرنون النحافة بكثرة المشاكل ، وما يسمونه ب"السم "، والإنسان المسموم في الثقافة الشعبية هو في الغالب إنسان نحيف الجسد ومقعر الخدود .بهذا المعنى الشعبي للسمنة والنحافة ، يتضح بان نظام الاستبداد والإفساد لا يحتاج سوى إلى " الطبالة والغياطة "، الذين لا يراعون للملايين من الجياع خلفهم ،أما الذين يفكرون، فهم في هذه البلاد الخرافية ، مشبوهون، ومراقبون . | |
|