المجد للشيطان

غضي البصر، واستعملي الجزر ...غيري وصلن إلى القمر وأنا حرام علي مقاومة القدر...أوامر فأوامر منذ الصغر...
"العني الشيطان" هي أول الأوامر وبعد أن كبرت أكرر ما قال أمل دنقل "المجد للشيطان"
المجد للشيطان معبود الرياح
من قال لا في وجه من قالوا نعم
من علم الإنسان تمزيق العدم
من قال لا فلم يمت
السلام عليكم... هكذا كانت التحية ومن الان فصاعدا "فالسلام على من اتبع الهدى" ومن لم يتبعه حسب مجلسنا العلمي الأعلى الموقر فالقتل وبئس المصير...
"علمي" مع وقف التنفيذ و"أعلى " باستبدال اللام ميما...
أعمى عن الافتاء في بنوك ربوية تستنزف جيوب الفقراء، تضمن للأغنياء الفرجة من قمم جبال الغنى والثروة على مواطنين يتخبطون في متاهات البنوك بين سلف "الحولي" وسلف الدخول المدرسي وسلف شقة العرس وسيارة ربما، إذا أردت التكدس مع الطبقة المتوسطة. قروض صغيرة هكذا يسميها رجال الاقتصاد في لوائح الإشهارات لكنها تصبح كبيرة بديون مضاعفة بمجرد التوقيع على صك الاستلام. وعندما يمل الأغنياء من الفرجة على محاولات التسلق من سفح البشرية يرمون ببعض القرارات " إلغاء صندوق المقاصة"، " الزيادة في الضرائب"... ويستمتعون بمنظرنا نحن في أهل الدرك الأسفل من الحياة نتخبط في إناء أجوف هو الأعلى صخبا وصوتا.

مجلس علمي لا يرى "بيدوفيليا" شيوخ الخليج وعجزة الاتحاد الأوربي، الذين ارتدوا عن دين الإنسانية لممارسة هوسهم الجنسي على أطفال ذنبهم الوحيد أن مسقط رأسهم مدن سياحية بامتياز ...
مرضى يشترون صمت دولة من العالم الثالث مقابل قاصرين، ويتباهون بالتوقيع على اتفاقيات عالمية لحقوق الطفل فعلا، هي اتفاقيات من نوع اخر .. "الطفل مقابل الثراء"... الثراء السياحي طبعا.
مجلس أعمى عن تطبيق حد الحرابة على قطاع طريق التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان الجماعية والفردية، وعن تطبيق حد السرقة على ناهبي المال العام، ومرتشين باسم السلطة ومبتزين باسم النفوذ. مسئولون متعددو الاختصاصات "مدورينها بيناتهم" ...طبعا لن تقطعوا اليد التي تسرق لتطعمكم.
اسأل فقط علماءنا الكرام كيف ستعرفون المسلم من غير المسلم وكيف ستضبطون تاريخ ردته عن الطريق المستقيم...يذكرني الأمر بلافتات "ماكدونالدز" في أيام رمضان " يمنع على غير المسلمين" وعندما تسأله كيف عرفت أني مسلما يجيبك " باينة فيك".
بأس الزمن الذي يحكم فيه على ديانتنا من ملامح وجهنا، وربما قد تكتب على بطاقتنا الوطنية إلى جانب الاسم وتاريخ الازدياد، فتاوى سفهت الدين الى حد الميوعة، وأفرغته من قيم الحب والتسامح والسلم...أخجل أن أكون مثلكم وأنسحب في هدوء... آخذ إسلامي وسلامي معي وأرتد عن كل ملامح الكره، والدم، والتكفير. فطبقوا علي حد الردة إذن...
بعد أن كبرت لم أعد أتخيل الشيطان كما رسم لنا في مقررات التربية الإسلامية برجل معزة وذيل طويل ينتهي بسهم، أحمر الوجه وله قرنين. الشيطان في مخيلتي هو رجل يرتدي جبة افغانية أو جلبابا ابيض، له لحية طويلة متدلية على ذقنه ويقول: اقتلوا، اقطعوا، اجلدوا،ارجموا، انكحوا، ارضعوا...
أقول المجد للشيطان، محقق التوازن بين الخير والشر ، المعارض الأول، من علمني أن أقول لا في وجهكم، أليس هو أول مرتد في التاريخ ؟ ومع ذلك أمهله الله إلى حين...