انتفاضة جديدة لساكنة الجرف - إقليم الرشيدية - ووعود بتلبية المطالب

في ظل الحراك الشعبي الذي تعيشه بلدة الجرف بإقليم الرشيدية جراء التهميش والإقصاء واللامبالاة من طرف ممثلي السلطة،وبسبب هذه الأحداث والتجاوزات اللاقانونية واللاديمقراطية واللاشعبية في حق هذه الساكنة التي تعاني من الإقصاء والتهميش الممنهجان والتي تطالب بمطالب مشروعة التي تضمن الحق في العيش الكريم في جميع المجالات: " السكن الصحة ، التعليم... "بالرغم من هذا الاستنزاف الذي يطال هذه الساكنة من هدر للحقوق فوجئت بالتطاول على أقدس مصدر للعيش والاستقرار في هذه البلدة،المتمثل في المس بالخطارات ولكونها أيضا تراثا إنسانيا وحضاريا يميز المنطقة، وباعتبارها القلب النابض و مصدر رزق ساكنة الواحة،تم الترخيص لحفر آبار في أماكن محرمة وفقا للأعراف المتداولة والتي أكدها محضر 2010 الذي التزمت فيه الجهات المسؤولة بمنع كل من أقدم على حفر بئر في المجال المهدد للفرشة المائية التي تتغدى منها الخطارات،هذا المحضر الذي انتزعته ساكنة الجرف في معركة فبراير 2010،وبما أن هذا الترخيص تحدى جميع الأعراف والقوانين المانعة لهذا العمل اللاأخلاقي و اللاقانوني ، شرعت ساكنة الجرف في خوض أشكال نضالية تمثلت في مسيرات وحلقيات ووقفات احتجاجية منذ بداية فبراير 2013، وبعد التطورات التي عرفتها المعركة ، التحقت بها الفروع الأخرى من شيوخ وملاكي الخطارات قصور السيفا و حنابو و الكراير و البوية وقصور بلدة الجرف، ليتوج هذا الإلتحاق بميلاد تنسقية الوحدة للحفاظ على الخطارات بواحة اغريس ــ زيز تضم جميع هذه الفروع السالفة الذكر ، حيث راسلت هذه الأخيرة جميع الجهات المسؤولة، لكن دون جدوى،وبالرغم من هذا التماطل والاستهتار واللامبالاة من قبل ممثلي السلطة عمل مناضلوا التنسقية على تصعيد أشكالهم النضالية وذلك بوقفة احتجاجية أمام مقر العمالة يوم الجمعة 19 أبريل 2013 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة السابعة مساء توجت بحوار جمع بين أعضاء من التنسيقية و مسؤول يمثل السلطة الإقليمية بمعية الكاتب العام لوكالة الحوض المائي كير زيز , أقل ما يقال عنه أنه حوار استهتار و استخفاف بمشاكل ساكنة الواحة و هذا ما أقرته التنسيقية في بيانها الذي أصدرته يوم 20 أبريل 2013 مما يزكي بشكل جلي الفوضى و التسيب الذي يعم الإدارة حيث فوجؤا بهروب و تملص المسؤلين من تحرير محضر الاتفاق الذي انتهى إلى ما يلي:

1_ فتح تحقيق فيما يخص الآبار التي تقام بمنطقة أوخيت على مشارف منابع الخطارات ،خاصة أنه تأكد تورط عون السلطة بأوخيت وممثل السلطة بقيادة املاعب في هذا الملف...وهذا ما أقره أحد أعضاء التنسيقية
2_ سحب الرخصة التي قدمت للسيدة الزهرة السيمني من طرف وكالة الحوض المائي كير زيز في شخص كاتبها العام ، الذي تجاوز الترتيبات القانونية و الإجرائية لتسليم الرخص .
3_ التزام كل من السلطة الإقليمية ووكالة الحوض المائي بردم هذا البئر .
4_ تجريم عملية الحفر بالضفة اليمنى للطريق 702 من تنجداد إلى السيفا تماشيا مع العرف المتداول بالمنطقة
5_اعتماد محضر 2010 مرجعا أساسيا في عملية المنع .
6 _التزام الجهات المسؤولة في التسريع بلقاء يجمع أعضاء التنسيقية مع عامل الإقليم و بحضور رؤساء المصالح الخارجية لتدارس إشكالية التنمية بواحة غريس زيز ، خاصة دعم الفرشة المائية المغذية للخطارات .
وعليه دعت كل من التنسقية وجل الفلاحين إلى إضراب عام يوم الاثنين 22 أبريل 2013 ببلدة الجرف بغية تحقيق مطالبها حيث استجابت الساكنة بكل عزم وإصرار لهذا النداء بالرغم من التشويش الذي قامت به عصابة حزب (العدالة والتنمية) بالجرف.
مع العلم أن قواعدها كانت في بداية المعركة لكنها انسحبت لحسابات سياسية ضيقة وكذلك لأنها لا تمتلك الإجابة العلمية للواقع المعيشي لفلاحي المنطقة هذا ما أكده أحد أعضاء التنسقية ،وعليه فإن هذه المعركة تعتبر مصيرية بالنسبة لساكنة الواحة، قد استمرت المعركة النضالية لكن في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال قوبلت الجماهير الشعبية بعدد كثيف من أجهزة القمع ( قوات التدخل السريع ، الدرك ، القوات المساعدة بالإضافة إلى أجهزة المخابرات العامة ومسؤولين عسكريين )بل وصل الأمر بشهادة الساكنة أنه تم تطويق البلدة من جميع النواحي بسيارات وشاحنات مملوءة بشتى التلاويين والمدجلة بالهراوات... لكن نساء و شباب وشيوخ وأطفال الساكنة أبت إلا أن تواجه الأمر بصمود وتحدي لا نظير له في تاريخ الجرف. حيث رفعت شعارات ومن بينها " القمع لا يرهبنا والسجن لا يفنينا ، الجماهير الشعبية تحي النضال فينا " "ماشي بعيد ما شي بعيد إيكون الجرف سيدي بوزيد " " فوسفاط وجوج بحورة، عايشين عيشة مقهورة "و بعد مشاحنات دامت أكثر من ساعتين،طلبت الجهة المسؤولة الحوار وذلك لأنها ارتأت أن القمع لن يثني من عزم الجماهير مما دفع أجهزة القمع إلى التراجع عن ساحة المعركة وبعد الدخول في الحوار تم فتح الطريق الجهوية رقم 702 الرابطة بين أرفود / تنجداد والتي أغلقتها الساكنة احتجاجا على الأوضاع المزرية التي تعيشها المنطقة، حيث توج الحوار مع ممثلي السلطة و بعض مناضلي وممثلي التنسقية و شيوخ ومزاريك الخطارات داخل باشوية الجرف دام أكثر من ثلاث ساعات الذي تم من خلاله تسليم نسخة من محضر ردم بئر السيدة الزهرة السيمني وتحرير محضر يضم ما يلي :
1_ فتح تحقيق فيما يخص الآبار التي تقام بمنطقة أوخيت على مشارف منابع الخطارات
2 ــإصدار مرسوم وزاري يجريم عملية الحفر بالضفة اليمنى للطريق 702 من تنجداد إلى السيفا تماشيا مع العرف المتداول بالمنطقة
3 ــ اعتماد محضر 2010 مرجعا أساسيا في عملية المنع
4 ــ التزام كل من السلطة الإقليمية ووكالة الحوض المائي بردم هذا البئر
5 ــ تحرير محضر الإتفاق الذي تم يوم 19/04/2013 بمقر العمالة وتسليمه إلى أعضاء التنسقية.
إلا أنه بعد كل هذا لم تسلم الجماهير من تسميمات أعضاء من المجلس البلدي وأتباعهم المحسوبة على حزب العدالة والتنمية ،بل وصل الأمر برئيس المجلس البلدي إلى التواطؤ مع أجهزة السلطة حيث تم تسجيل فيديو صوتي لهذا الأخير خلال المعركة وهو يحرض على التدخل لقمع الانتفاضة الشعبية قائلا : ( راهم دابا يجيوهم من الوراء إضربهم إن شاء الله ) وهذا ما أكدته اللجنة الاعلامية لتنسقية، بالإضافة إلى زرع سموم أخرى في أوساط الساكنة من بينها ( هادوا راهم غير "20 فبراير " ) وكأن " 20فبراير " جريمة حسب فهم هؤلاء، نسوا ان لحركة" 20 فبرير " محليا و وطنيا افضل كبير عليهم في وصولهم إلى تولي زمام الأمور !!
وفي الأخير لابد من الإشارة أن السلطة التزمت بموعد يوم الجمعة المقبل 26/04/2013 كأجل لتنفيد قرار الردم بحضور أعضاء التنسيقية.