kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: دورعامل السن في نجاح الزواج الجمعة 5 أبريل 2013 - 16:27 | |
| دورعامل السن في نجاح الزواج بقلم: هشام الصادقي عن مجلة الصحة يعتبر فارق السن بين الزوجين من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل منذ نشأة مؤسسة الزواج، وبالرغم من أن الكثير من الباحثين الذين قاموا بأبحاث ميدانية يؤكدون على أن هذا الفارق يجب ألا يتعدى 10 سنوات، فإنهم في الوقت نفسه يؤكدون أنه لا يشكل معياراً حاسماً في نجاح الزواج أو فشله.
عندما نلاحظ في أوطاننا العربية تراجع نسب الزواج وارتفاع نظيريها العنوسة والطلاق، فيجب أن نطرح السؤال التالي:
ما الفارق المثالي للعمر بين الزوجين؟ وهل هذا الفارق يهم؟
يقول محمد، تاجر متقدم في السن حاصل على شهادة الاجازة في الدراسات الاسلامية غير متزوج وعمله يحتم عليه السفر مرات عديدة في الأسبوع: "فارق السن بالنسبة لي مهم جداً، و لا يمكن لي أن أتزوج من فتاة صغيرة لازالت لم تنضج بعد ولا تقدر على تحمل المسؤولية في غيابي، فأنا أبحث عن فتاة ناضجة مثقفة لا يكون فارق السن بيني وبينها كبيراً ... "
لا شك ان فارق السن بين الزوجين من الموضوعات المثيرة للجدل، ويختلف الأمر من مجتمع إلى آخر وفقا للعادات والتقاليد وللمستويين الثقافي والاقتصادي، فهناك من يرفض زواج الرجل بامرأة تكبره سنا، بينما لا يرى البعض مانعا في زواج الرجل بفتاة تصغره بعشرات السنين، وحتى فارق السن نفسه هناك من يرى له بعض الإيجابيات مثل الحد من نسبة العنوسة أو أن يحقق مستوى من الأمن المادي، لكن الأمر لا يخلو من الكثير من الآثار السلبية.
المشكلة ان فارق السن الكبير يمكن أن يكون عائقا أمام فهم مشاعر الطرف الأصغر سنا، فالطرف الأكبر سنا يعتقد أنه يملك الخبرة والحكمة، ومن ثم يبرر لنفسه إحكام السيطرة على الطرف الآخر، من دون مراعاة لقاعدة مهمة تؤكد أن فهم مشاعر الآخر عملية تتطلب أكثر من الخبرة والحكمة، وبالتالي كلما كان فارق السن كبيراً يعاني الزواج من مأزق نفسي يهدده بالفشل، فكل شريك يريد من الآخر أن يعامله كشريك وليس باعتباره أحد الوالدين.
على المدى البعيد " الحب لا يعرف العمر"، هكذا يردد الكثيرون لذا نجد ان بعض الرجال يتزوجون نساء يصغرونهم بسنوات كثيرة والعكس صحيح. لكن المشكلة أن الآثار السلبية للفجوة العمرية الكبيرة بين الزوجين لا تظهر إلا على المدى الطويل بعد 10 أو 15 عاما من الزواج، فالزوج البالغ من العمر 60 عاما يبدأ بالتقاعد ويحلم بالهدوء في أيامه التي من الممكن أن تكون الأخيرة، بينما الزوجة التي تصغره ما زالت في ريعان شبابها وتبحث عن الانطلاق.
على المدى البعيد أيضاً تظهر الاختلافات في الاهتمامات والهوايات والتواصل الثقافي والفكري، ويبدو الصدام في مرحلة متقدمة أمراً منطقياً. فجوة بدنية كما يحدث في الافلام قد تحدث في الحقيقة أيضاً، رجل ستيني يتزوج فتاة في عمر ابنته، لكن المشكلة ستظهر قريبا جداً، ولا تتمثل في الفجوة العمرية فقط إنما في الفجوة البدنية والصحية أيضاً. رجل يصل إلى المحطة الأخيرة ويفتقد الطاقة، وزوجة تعيش في ذروتها الجسدية والعاطفية، الحالة البدنية لا تسعف الرجل الأكبر سناً على القيام بواجباته الزوجية والزوجة الشابة تتهمه بالتقصير، فيكون الرد بطريقة عدائية وتصل الأمور إلى نقطة الانفجار.
قد نصادف في كثير من الأحيان زوجة شابة برفقة زوجها المسن ونظن أنها ابنته، أو زوجاً شاباً برفقة زوجته المسنة فنظن أنه ابنها، ناهيك عن المواقف المحرجة التي يمكن أن تظهر أمام أصدقاء الطرف الأصغر سناً، وهو ما يؤدي إلى رغبته بحجب أصدقائه عن الطرف الآخر بسبب وجود فجوة في الاتصالات بين جيلين مختلفين ثقافياً واجتماعياً.
وفي الأخير الأطفال هم الذين يدفعون الثمن، فالعديد من الدراسات أكدت أن الأطفال هم ضحايا العلاقات الزوجية القائمة على فجوة عمرية كبيرة بين الزوجين، هذه الدراسات تشير إلى حقيقة مهمة وهي أن الأطفال يعانون أكثر في العائلات التي تسيطر عليها فجوة عمرية كبيرة بين الوالدين، لأن احتمالات الموت المبكر لأحد الوالدين (الأكبر سناً) يكون وارداً وهو ما يكون له آثار سلبية على الأطفال، فوفاة الزوج الأكبر سنا مثلاً يعني أنه يترك وراءه أرملة وأطفالاً صغاراً في وضع معقد للغاية. | |
|