عمال "كولف شمس " بانزكان يخوضون اعتصاما منذ 28 فبراير 2013

من ضمن مشاهد الاستغلال المفرط للطبقة العاملة من طرف ارباب العمل ،المحليين منهم أو الأجانب ،،هؤلاء المدعومين من قبل دولتهم، التي تسكت ،أو تتفادى تطبيق النزر القليل من حقوق العمال، الواردة بمدونة الشغل ،مشهد عمال "كولف شمس " بإقليم انزكان . مشهد يؤكد، للمرة الألف، للواهمين من النقابيين، والمهتمين بقضايا الشغل بالمغرب ،زيف الشعارات الرسمية المرفوعة في هذا الشأن ،كما يكشف خداع المخادعين ،وفي مقدمتهم الإعلام الرسمي والمأجور ،وكذا تواطؤ البيروقراطية النقابية المتعاونة والفاسدة في عملية سحق الطبقة العاملة المغربية .

بالجزء الغابوي من الإقليم،وعند الحدود مع الجماعة الحضرية لاكادير ، انطلق مشروع "كولف شمس "، التابع لمجموعة "ريو تكدا بيتش " ،يوم 19يناير 1999،وهو مشروع مخصص لممارسة رياضة الكولف ، وهي رياضة لا يمارسها في المغرب غير السياح والمغاربة الميسورين . وقد استعان هذا المشروع في بدايته بفئة من العمال يطلق عليهم اسم " الكاضي = cadets ". هؤلاء العمال مكلفون بمرافقة الممارسين للعبة ، يحملون أمتعة هؤلاء الأخيرين الرياضية أثناء اللعب ،كما يرشدونهم .مقابل هذا العمل يتلقى هؤلاء العمال من الزبناء أوراق = tickets بقيمة 50 درهما ،يجمعونها، ويتم صرفها من طرف إدارة المشروع نقدا .كان عدد العمال في بداية المشروع يفوق 200. فيلق من العمال غير مصرح بهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ، وغير مؤمنين عن حوادث الشغل والأمراض المهنية ، إلا أنهم يبقون ، رغم ذلك ، محسوبين على رب العمل ، حسب الفقرة الأولى من المادة الثانية من مدونة الشغل ،التي تنص على التالي : " تسري أحكام هذا القانون ( قانون الشغل )على

- الأشخاص الذين يضعون أنفسهم في مقاولة ما ،رهن إشارة الزبناء ، لكي يقدموا إليهم مختلف الخدمات ، سواء أكان ذلك بتكليف من رئيس المقاولة أو برضاه .".

.يشتغل عمال " كولف شمس " ، المعتصمين اليوم ،بالتناوب ،على شكل فرق ، الأمر الذي يجعل أجورهم خلال الشهر هزيلة كل الهزالة . ففي ظل التردي النقابي ،وما ألحقته البيروقراطية النقابية ، المتعاونة والفاسدة ،من أوساخ بالعمل النقابي ، كرست النفور من النقابة في أوساط العمال ،حاول أولائك العمال، و للمرة الأولى، تأسيس جمعية مهنية سنة 2002 ، وكانت النتيجة طرد ما يقارب 30 عاملا ، تم تعويضهم بآخرين . أعاد العمال المحاولة سنة 2007، فتم طرد 70 عاملا منهم ، وهو الأمر الذي دفع بإدارة المشروع نحو السير في اتجاه محاولة التخلص من كل العمال، وذلك بإلغاء tickets، وتعويضه ب 100 درهما يقدمها الزبون في نهاية حصته الرياضية ، كما الاستعانة بالعربات المجرورة، يستعملها الزبون نفسه بثمن 70 درهما عوض 100 درهما للعامل المرافق .

أحس عمال " كولف الشمس " بكون الإدارة ترغب في التخلص منهم بشكل نهائي ، فأعادوا تجديد جمعيتهم ،ليتم طردهم جميعا ، الأمر الذي اضطرهم للاعتصام خارج أسوار المشروع يوم 28 فبراير 2013 ، هذا الاعتصام الذي ما زال مستمرا إلى حدود كتابة هذا التقرير . بالمقابل اشترطت إدارة المشروع على الراغبين في استئناف عملهم، التوقيع على وثيقة، قال احد العمال على أنها عقد شغل أولي ، في حين أن أقصى مدة قضاها جزء من هؤلاء العمال تتحدد في 13 سنة ،وأدناها في 8 سنوات .يطالب هؤلاء العمال، وعبر جمعيتهم المهنية ، التي يتحرك مكتبها على لساس وهم كون السلطة المحلية ستعيد لهم حقوقهم، بإعادة ticket وإلغاء العربة المجرورة، وهي مطالب هزيلة لا تمس جوهر قضيتهم، التي هي قضية كل ضحايا الشغل بالمغرب، و المتمثلة في الاعتراف القانوني بهم ، وبالتالي الاستفادة من مكاسب الحماية الاجتماعية الهزيلة أصلا .على مستوى التضامن والتآزر ، قامت كل من جمعية اطاك المغرب ، وجمعية التضامن النسائي ، والجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب ،والنادي العمالي للتوعية والتضامن ،بزيارة للعمال في معتصمهم . وخلال تلك الزيارة أكد المتضامنون للمعتصمين عدالة ومشروعية قضيتهم، كما ضرورة التعريف بهذه القضية، وحشد التضامن حولها.