kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: ملاحظات حول المناظرة الفكرية بين يوسف الصديق وبشير بن حسن بخصوص مدنية الدولة على الجزيرة مباشر الجمعة 15 مارس 2013 - 16:43 | |
| ملاحظات حول المناظرة الفكرية بين يوسف الصديق وبشير بن حسن بخصوص مدنية الدولة على الجزيرة مباشر بقلم : الناصر خشيني - 15مارس 2013 - ما يمكن ملاحظته في هذه المناظرة التي تبقى تاريخية بامتياز نظرا لطرافتها وتناقض واضح بين طرفيها بالرغم من قيادة شيخين متقدمين في السن ومع كل منهما مرافق من الشباب اذ اختار بشير بن حسن شابا من حزب التحريربما يعني لديه ان المرأة مكانها ملازمة البيت للعناية بسيدها الرجل والاكتفاء بالانجاب ورعاية البيت واختار د يوسف الصديق فتاة طالبة انقليزية بما يعني لديه ان المراة مساوية للرجل تماما ويمكنها ان تحضر مناظرات علمية وتسهم فيها شانها في ذلك شان الرجل تماما بحيث لم ترد في ذهنه عقدة المجتمع الذكوري الذي يبشر به البعض ممن ظهروا بعد الثورة في تونس وكان الفارق واضحا منذ البداية حيث تغلب في كافة ردهات المناظرة بشير بن حسن على خصمه في مجال الحفظ للنصوص بشكل جيد بينما تغلب د يوسف الصديق في مجال استعمال العقل والفهم للقضايا الخلافية بينهما حيث بشير بن حسن هو أصيل مدينة مساكن ومن مواليد 1973 درس بمعهد الحرم المكي الشريف أم القرى بمكة هذا ما ورد من تعريف له في موقعه الرسمي حيث لم يبين ماهية الشهادة المتحصل عليها ولا مدة دراسته في المعهد حيث يقول خصومه انه قضى شهرا فقط هناك وان مستواه السادسة ابتدائي ويبدو انه رجل عصامي كون نفسه بنفسه ولم نجد له كتبا أو حتى مقالات اذ اكتفى بالدروس التي يقول مناوؤوه انه ينقلها حرفيا من الكتب وقد سموا بعض الكتب التي يأخذ عنها ثم يضيف موقعه بكونه متحصلا على شهادة الباكالوريوس للشريعة الإسلامية بالجامعة الأمريكية العالمية “كلية الشريعة الإسلامية” – بتقدير ممتاز – دون بيان السنة أو السنوات التي قضاها هناك ألا أن شهادة تكوين الدعاة يقع التنصيص على مدتها وتاريخهافي الفترة من 10 إلى 16 صفر 1423هــ بالمركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا من قبل د.عبد الله بن عبد العزيز مصلح وله أكثر من ألف شريط في المتون وأكثر من ثلاثة آلاف محاضرة .. بحيث ليس له أي تخصص علمي في مجال الدين وليس له بحوث ولا دراسات ولا مقالات فقط الدروس المسموعة والمرئية فقط بحيث يتضح من خلال ردوده مجرد تكرار المقولات الوهابية التي حفظها عن ظهر قلب دون وعي بالمدلولات الحضارية لموضوع النقاش المهم هو مجرد الانتصار للفكر الوهابي الذي يرى ضرورة قيام دولة دينية باعتبار شمولية الاسلام لكل مجالات الحياة والشمولية فكرة سليمة في الدين الاسلامي لكن توظيفها كان خاطئا باعتباره قد استدل بايات الحاكمية فرد عليه الدكتور الصديق بكونها المقصود بها القضاء وليس امر السلطة حيث ثبت ان مصطلح السلطة السياسية يعبر عنه في العهد النبوي والخلافة الراشدة بالامر مستدلا بايات تثبت ذلك
بينما د يوسف الصديق (ولد في 1943 في توزر) هو فيلسوف وعالم انثروبولوجي تونسي متخصص في اليونان القديمة وفي انثروبولوجيا القرآن. له عدّة أبحاث و دراسات منشورة باللغة الفرنسيّة متعلّقة بالحقل القرآني وتوابعه الثقافية، محاولاً التعريف بالمكتسبات الحضارية الخاصة بالعرب و المسلمين.
في صغره حفّظه والده القرآن والحديث والشعر الجاهلي، خصوصا المعلقات السبعة، التي لما حفظها قال له والده أنه يُقال إنها عشرة فحفظه الثلاثة الآخرين. كان والده يأخذه بالحافلة التي تدور على العاصمة التونسية بدون انقطاع بتذكرة واحدة، ويبقيان يوم كامل ويُفسر له قصص القرآن وغيرها. كلن لوالده مكتبة سوق الكُتُبِيَة في العاصمة تونس اسمها المكتبة العصرية، وكان والده شاعرا وناشطا سياسيا، وكانت مكتبته يأتيها مفكرون وشيوخ أمثال الطاهر بن عاشور صاحب التحرير والتنوير وابنه الفاضل بن عاشور مفتي الديار التونسية وشعراء من أمثال مصطفى خُريف ومنور صمادح وروائيين أمثال بشير خُريف، وكان يوسف يشارك هؤلاء المشايخ بالاستماع إليهم وهم يتحدثون عن طه حسين وعن ما فعله وعن ما قاله وعن الشعر الجاهلي والأدب الجاهلي ويسمعهم يتحدثون عن السياسية وعن مصر وعن ثورة 1952. وفي بعض الأحيان يسألونه عن بيت من الشعر فيرون أنه يحفظ من المتنبي أو المعري أو شوقي أو كذا ويسألونه عن آية من آيات القرآن وهو لا يزال في سن الحادي عشر من عمره عندما حفظه القرآن عن ظهر قلب. سنة 1967 كان على مشارف الانتهاء من الدراسة ليصبح أستاذا، وباشر الأستاذية في فرنسا عام 1969 ثم في تونس من عام 1971 إلى عام 1977، باشرها وهو مُشرف على الانتهاء من الشهادات، وقام بمجاوزة الامتحان الأخير الشفاهي يوم 6 حزيران، الذي صادف يوم النكسة، وكان أستاذه الفرنسي، لما رأى يوسف يرتدي قميص الطلبة الفقراء من الألبسة القديمة تشبه قميص الجيش، فصار يتهكم استاذه ويقول: أيوم الهزيمة تأتيني بهذا الرداء؟! ، كان لهذه الكلمات أثر في نفس يوسف جعلته يترك الفكر الغربي ويتوجه إلى البحث في الفلسفة الإسلامية. درَّس مادة الفلسفة بعدها في تونس بالشهادات التي عنده قبل حصوله على دكتوراه الدولة. قرر في أعقاب هزيمة 1967 العدول عن الاستمرار في دراسة الفلسفة الغربية في جامعة السربون ووطَّن النفس على تعهد النصوص التأسيسية في الحضارة الإسلامية برعاية القراءة الفاحصة والفهم التجاوزي وقد كان من شغفه بهذه النصوص أن أنجز ترجمات عديدة إلى اللغة الفرنسية شملت الأحاديث النبوية ونهج البلاغة وموطأ الإمام مالك ورسائل ابن سينا إضافة إلى ترجمة ذات صبغة فكرية لمعاني القرآن، كون الإسلام موطنه الروحي جعله يُكَرس كل جهده البحثي منذ أربعة عقود لفهم آليات عمل ما يسميه بالقول القرآني وذلك في محاولة لاستحضار ما يدعوه بعصر الأنوار العربي أي عهد الوحي والنبوة وبهذا تتضافر في مسعاه العلمي المعاني الحضارية المتعلقة بالاعتزاز بالذات والوفاء للأهل مع المعاني الشخصية المتعلقة بِبِرِّ البنوة بالأبوة حيث أنه يدين بالفضل كله بدءاً بحفظ القرآن الكريم لوالده الذي نَشَّأهُ على عشق المعرفة الواهبة للحرية.
وهكذا كان يوسف الصديق مختلط الثقافة الغربية بمنهجها العلمي والعربية الاسلامية بكل مضامينها التراثية فلا مجال للمقارنة بينهما وعندما يقع الضغط العقلاني الواضج لمنهج الصديق فانه يتجه الى التكفير او استعمال كلمات لا تليق بالعلماء استعمالها في تلك المناظرات الفكرية الشيقة التي كانت موجودة في تراثنا الثقافي والحضاري قديما وتسفر عن نتائج باهرة اذ يعتنق الناس اثرها وبالالاف دين الاسلام لانهم وجدوا فيه ضالتهم خاصة وان المجادلين يستعملون المناهج العقلية والمنطقية السليمة في مواجهة خصومهم فكان تبعا لذلك نجاحهم في نشر الاسلام اما اليوم فالفكر الوهابي الذي يستعمل كل الاساليب الاقصائية والتكفيرية التي من شانها تنفير الناس من الاسلام بدليل ان نتيجة الاستفتاء كانت لصالح الفكر العقلاني المستنير ليوسف الصديق على حساب الفكر الوهابي الذي لا يقنع الناس الا بقدر ما ينفق عليه آلا سعود من أموال
وأخيرا ألاحظ أن مقدمة البرنامج ليست مختصة في هذا المجال من المناظرات لان الاسئلة كانت جاهزة لديها من قبل اضافة الى انها كانت تقمع المتناظرين ولا تسمح لهما بوقت كاف ليوصل كل منهما فكرته . انظر الفيديو كاملا | |
|