صرخة عاملات تحت رحمة ماكينة الاستغلال وصمت المسؤولين

400 مرأة عاملة بشركة أمين للخياطة الواقعة بالحي الصناعي التقدم- الرباط وجدن أنفسهن منذ دجنبر 2012 ضحية ماكينة الإستغلال الطبقي في غياب أي رد فعل رادع لتعنت المشغل الدي مازال يرفض أي حوار مستمرا في تطاوله على قوانين الشغل و دوسه على كرامة العاملات صاحبات حق مشروع و مطالب مشروعة و اللائي لا يطلبن إلاّ احترام و تطبيق مدونة الشغل و بشكل خاص احترام ساعات العمل القانونية و تحويل مساهمات المشغل لفائدة الأجيرات للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و تسوية أقساط المؤسسات الدائنة لديهنّ و احترام القوانين التي يخولها المشرع لمندوب الشغل و كذا احترام الحريات النقابية.

كثيرة هي المناسبات التي يذيع من خلالها المسؤولون بأن المغرب دخل عهدا جديدا تحترم فيه حقوق الجميع و يطبق فيه القانون على الجميع لا سيما ما بعد 20 فبراير 2011 و الدستور الذي جاء في نفس السنة : و هنا نتساءل عن السر في صمت الجهات المختصة من سلطات محلية و وزارية و تجاهلها لوضعية نساء كادحات يعشن اليوم وضعية شاذة على المستوى الاجتماعي و الإنساني وجدن أنفسهن دون سابق إنذار عرضة للضياع و البطالة المفروضة عليهن منذ السنة الماضية من دون نيل مستحقّاتهن المالية و ذلك في تجاوز واضح لكل القوانين المعمول بها عبر أرجاء العالم .

وتبعا لما سبق، فإن الاستمرار في نهج سياسة اللامبالاة تجاه وضعية نساء يعشن ظروفا صعبة قد يعقّد وضعهنّ الاجتماعي و الإنساني أكثر ممّا هو عليه اليوم و يسائل بالمناسبة من يعنيهم الأمر حول مدى صحة الشعارات و الوعود المرفوعة دوما من لدنهم : فكيف تستطيع حكومة منبثقة من فضاء الربيع العربي أن تحارب الفساد المستشري في الجسم الاقتصادي ببلادنا في الوقت الذي تتجاهل فيه صرخة كادحات يدافعن عن حقهنّ في العيش بكرامة وأنفة و يطالبن بوضع حدّ لاستغلالهنّ و الإسراع بإعادة فتح الوحدة الإنتاجية التي يشتغلن بها و التي تشكل مصدر عيشهنّ الوحيد ؟