kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: معاناة عمال منجم بوازار باقليم ورزازات الأحد 30 ديسمبر 2012 - 16:35 | |
| معاناة عمال منجم بوازار باقليم ورزازات مركز هيباتيا الإسكندرية للفكر والدراسات من تقرير أعد من مركز الدكتورة هند عن حقوق الإنسان بالمغرب يقع منجم بوازار على بعد حوالي 34 كلم عن تازناخت بإقليم ورزازات بالجنوب الشرقي للمغرب، ويستخرج منه الكوبالت، إضافة إلى عدة معادن ثانوية أخرى من بينها الذهب، والمقاولة المستغلة للمنجم هي شركة تيفنوتتيغانمين (CTT) التابعة لمجموعة اونا(ONA) ومقاولة اكزومي (مقاولة من الباطن). يقدرعمال منجم بوازار هم ب1200 عامل منجمي يشتغلون في ظل ظروف أقرب إلى العبودية. إذ يعملون تحت أزيد من ستمائة متر تحت سطح الأرض بدون أية ضمانات صحية أمام مخاطر الانهيارات التي تودي كل سنة بأرواح العديد منهم، كما أن السيليكوز القاتل ينخر في صدورهم جميعا بدون أية حماية. ففي كل سنة يموت عامل واحد على الأقل بسبب حوادث الشغل الكثيرة، الانهيارات، الصعقات الكهربائية الخ، وجواب الإدارة دائما على تلك الحوادث المميتة هو التنكر التام بحيث تفبرك شهادة تؤكد أن العامل مات بسكتة قلبية، وبالتالي تتنكر لكل المسئوليات المرتبطة بحقوق العمال. وبالرغم من نسبة المخاطر العالية لا يستفيد العمال من أي تعويضات على المخاطر، ولا تشهد ظروف عملهم أي تحسن، إذ أن هدف الشركة المستغلة، ( اونا) هو الربح وفقط الربح! غاز السيليكوز القاتل ينخر رئات جميع العمال، وعندما يظهر المرض على عامل ما، لا تقوم الشركة بتحمل تكاليف علاجه، بل تعمل على تكليفه بأشغال في السطح، وبعدما يتمكن منه المرض تبلغه انه لم يعد مرغوبا فيه في المنجم ليرمى إلى الشارع بدون أي تعويضات، ينتظر بصمت ساعة رحيله! والخطير أيضا هو أن تأثير هذا السم يتجاوز العمال المشتغلين في المنجم، إلى سكان الدواوير المحيطة به، بكل ما يعنيه ذلك من دمار شامل لصحة الأطفال والساكنة عموما، في ظل غياب تام للعناية الطبية. ولا يتوقف الدمار الذي يخلفه المنجم على هذا، بل يتجاوزه إلى تدمير مقومات الحياة في محيطه باستنزافه الرهيب للموارد المائية حيث يتم الاستيلاء على الثروات المائية بدون مقابل، وتلويث الفرشة المائية الباطنية، بينما تعاني الكثير من الدواوير المحيطة من نقص رهيب في الماء الصالح للشرب والري. وبالرغم من كل الملايير التي ينتجها العمال يوميا فإنهم يتقاضون أجورا بئيسة، وما تزال تازناخت والنواحي تعيش بدون بنية تحتية في تهميش قاس ومطلق. بينما ترحل الثروات إلى جيوب مالكي المنجم وبعض المرتزقة من المسؤولين و"المنتخبين"، الذين يتقاضون رشاوى مقابل صمتهم. وبالرغم من وجود مكتب نقابي فإنه مدجن، وأعضاءه متواطئون مع الإدارة وتقتصر مهمتهم على التجسس على العمال وفرض الخنوع عليهم. في مواجهة كل هذه الأوضاع وهذا الاستغلال الفاحش انخرط العمال في سلسلة من النضالات بالرغم من معارضة بعض النقابيين المتواطئين مع الإدارة، حيث نظموا مجموعة من الأشكال النضالية ابتدأت باعتصامات داخل الآبار، ثم إضراب لمدة ساعة يوم الجمعة 22 أبريل 2011، وإضراب لمدة يوم كامل يوم السبت 23 أبريل2011. لكن تواطؤ المكتب النقابي مع الإدارة وانفضاح دوره كأداة لكسر الإضرابات دفع بالعمال إلى التفكير في خلق إطار نقابي مكافح لتوحيد صفوفهم للنضال من أجل الحق في العمل في شروط ملائمة والحق في العيش الكريم والترسيم والتعويض على المخاطر وفرض مساهمة المنجم في تنمية المنطقة. فقد قرر العمال الانخراط في النقابة الوطنية للطاقة والمعادن، المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، وهو ما تم بالفعل يوم الأحد 24 أبريل 2011، حيث اجتمع حوالي 60 عاملا في مقر الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم بتازناخت، وأسسوا مكتبهم النقابي، بتزكية من طرف المكتب المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، فرع ورزازات. لكن وبمجرد الإعلان عن التأسيس، انطلقت الإدارة في حملة قمع شرسة ضد العمال المنخرطين في النقابة الفتية. ولم تدخر الإدارة أي سلاح، حيث استعملت الترغيب ومحاولة الإفساد، بتقديم الرشاوى المالية، ليس للعمال فقط، بل حتى النقابيين. كما استعملت سياسة الترهيب، حيث قررت تنقيل عدد من أعضاء المكتب النقابي وبعض العمال المنخرطين في النقابة الوطنية للطاقة والمعادن إلى أماكن عمل أخرى بعيدة لتشتيتهم، وكذا توقيف آخرين عن العمل. وفي مواجهة الاستفزازات المتكررة نظم العمال وعدد من المناضلين النقابيين والمتضامنين يوم 08/05/2011 وقفة احتجاجية أمام مقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، ثم وقفة أخرى أمام مقر الدرك احتجاجا على مشاركته في إنزال العمال من الحافلات والتضييق على الحريات النقابية. بعد ذلك قرر العمال خوض إضراب إنذاري لمدة 48 ساعة يومي الاثنين والثلاثاء 16/17 ماي 2011، ومسيرة يوم الأحد 15 ماي 2011، في كل من تازناخت وأكدز، شارك فيها العمال إلى جانب أعضاء الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والمناضلين/ المناضلات النقابيين وعموم الساكنة، مع حضور وازن للنساء والشباب. إلا أن الإدارة واصلت تعسفها على العمال حيث حاولت أن تفرض على المضربين توقيع "التزام"، بعنوان اعتراف مع التزام، يقر فيه الموقع انه تغيب بدون مبرر وبدون إذن من المسؤولين ويلتمس منحه فرصة أخرى للتعبير عن مدى التزامه!! إلا أن العمال رفضوا توقيع تلك الوثيقة، وتشبثوا بحقهم في العمل النقابي والإضراب، مما حذا بالإدارة إلى طردهم من العمل. | |
|