kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: ذكرى استشهاد المناضلة الثورية سعيدة المنبهي الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 14:16 | |
| ذكرى استشهاد المناضلة الثورية سعيدة المنبهي في ذكرى استشهاد المناضلة الثورية سعيدة المنبهي، نعاود نشر هذا المقال الذي سبق نشره بمجلة "الى الأمام" المغربية ، العدد 10- يونيو 1985 سعيدة: برنامج ثورة في الحادي عشر من دجنبر 1977، استشهدت المناضلة الثورية المغربية سعيدة المنبهي وذلك في فجر اليوم الثاني والثلاثين من الاضراب اللامحدود عن الطعام الذي خاضته بجانب رفيقتيها المعتقلتين معها بالسجن المدني بالدار البيضاء وبجانب رفاقها المعتقين بالسجن المركزي بالقنيطرة . إن هذا الاضراب الذي دام 45 يوما كان يستهدف الحقوق العادلة للمعتقلين السياسيين المغاربة ولفت انتباه الرأي العام الوطني والدولي الى الأوضاع اللاإنسانية التي يعاني منها هؤلاء المعتقلين.لقد كانت العشرة الأيام الأولى من الاضراب قاسية جدا بالنسبة لسعيدة وهي التي تعاني من مرض عضال في القلب. لقد وضعت في العزلة التامة وحرمت من التوصل بالماء المعدني( هذا مع العلم أن الماء المتوفر في السجن المدني بالدار البيضاء لايمكن أن يعتبر ماء صالحا للشرب)، كما انها حرمت من تناول بعض قطع السكر التي تسمح الادارة عادة للمضرب عن الطعام بتناولها يوميا . وسيتضح فيما بعد ان هذه الاجراءات الاستثنائية والقاسية سيكون لها عواقب وخيمة.
لقد نقلت سعيدة يوم 19 نونبر الى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بعدما تدهور وضعها الصحي. ورغم ذلك استمرت بإصرار بطولي في الاضراب، وبعد أيام وجهت سعيدة ورفيقاتها رسالة الى وزير العدل تنبهن الى خطورة وضعهن الصحي وتضعنه أمام مسؤولياته. لكن جواب المسؤولين هو اللامبالاة والصمت المطبق. وفي 25 من نفس الشهر طرأ تدهور حاد على وضعية سعيدة استمر في التعمق على الى يوم 8 دجنبر حيث دخلت في حالة غيبوبة تامة الى أن لفظت أنفاسها الأخيرة يوم 11 دجنبر 1977.
ورغم علم المسؤولين بمرض القلب العضال الذي تعاني منه سعيدة منذ اعتقالها فلقد واجهوا تدهور وضعها الصحي بلا مبالاة سافرة ولم يقوموا بأي اجراءات طبية استثنائية لإنقاذ حياتها. ان كل العناصر المتوفرة الى يومنا هذا تثبت بما ليس فيه مجال للشك أن حياتها كان يمكن أن تنقذ لو أن وضعيتها عولجت بالوسائل الضرورية.
من هذا كله، يتبين أن مسؤولية الحكم في موت المناضلة الثورية المغربية سعيدة المنبهي واضحة، كما أقر في وقته الرأي العام الوطني والدولي. هكذا سقطت سعيدة شأنها شأن العديد من المناضلين الوطنيين والثوريين في ساحة النضال. هذا النضال الطي يخوضه الشعب المغربي منذ ارساء النظام الاستعماري الجديد ليفرز أعدائه وأصدقائه وليلتمس طريقه من أجل دحر مضطهديه ومستغليه وتحرير نفسه بنفسه.
ان استشهاد سعيدة تم في اطار نضال المعتقلين السياسيين من أجل فرض حقوقهم المشروعة والمتمثلة في احترام كرامتهم ورفع جميع أشكال القمع والإهانة التي يتعرضون لها من داخل المعتقلات السرية والسجون وفي تمكينهم من وسائل تتبع ما يجري في وطنهم ( مذياع، جرائد) وفي تحسين التغذية والعلاج الطبي وظروف زيارة ذويهم...الخ.
ان استشهاد سعيدة له أكثر من دلالة. فبالإضافة الى كونه يندرج في اطار النضال الدؤوب للمعتقلين السياسيين وفي اطار نضال الشعب المغربي وقواه المناضلة من أل انتزاع الحقوق الديمقراطية وإقرار سلطة الشعب الفعلية، فأنه يعبر بصفة خاصة على مدى الوعي الذي اصبح يترعرع في صفوف المرأة المغربية لكي تساهم على قدم المساواة مع الرجل في مسيرة الشعب النضالية والتحريرية.
ان سعيدة المنبهي أعطت الدليل القاطع على أن المرأة المغربية أصبحت تعي أن تحررها الخاص من قيود الاديولوجية الاقطاعية والاضطهاد الطبقي يمر عبر تحرير المجتمع ككل من نير الاستغلال والاضطهاد الرجعيين والامبرياليين. الا أن هذا الوعي الواضح لا يمكن أن يلغي دور المرأة الخاص في تحرير نفسها بنفسها ومن ثم تحمل مسؤوليتها كاملة في خضم النضال التحرري والطبقي.
هكذا اعطت سعيدة بكل جرأة ، وبولوجها ساحة النضال السياسي خارج السجن وبنضالها داخله واستشهادها في احدى معارك المعتقلين السياسيين، الدليل على عمق وعيها وبعد نظرها، وبذلك أصبحت بحق رمزا ساطعا ينير الطريق أمام كل النساء الكادحات والنساء الديمقراطيات من أجل ولوجهن ساحة النضال وحتى يرفعن بأيديهن نصف قبة سماء وطنهن.
ان التأثير البالغ الذي كان لحياة نضال واستشهاد سعيدة البطولي، يتجسد في كونها اعطت مثال المرأة المناضلة والمناضلة المرأة ليس بالنسبة لرفيقاتها ورفاقها في النضال، بل أيضا في كل ضمائر القوى الديمقراطية المغربية.
وللتدليل على ذلك، نكتفي بذكر المثالين التاليين:
· أن تاريخ 11 دجنبر أصبح بالنسبة للشبيبة المغربية يوم نضال وخشوع تقوم فيه الكليات والثانويات على نطاق واسع نسبيا بإضراب عن الدراسة لمدة 24 ساعة رغم القمع المسلط بقساوة متنامية على الحركة الجماهيرية الديمقراطية في المغرب.
· لقد أصبحت سعيدة العنوان والمضمون الثوريين للعشرات من القصائد الشعرية والتي لم يعد بإمكان الرقابة أن توقف سيلها، فإذا بها تنشر حتى على صفحات بعض الجرائد الوطنية.
هكذا لم يعد بالإمكان حجز اسم سعيدة المنبهي. انها وسمة عار في وجه الحكم ، رمز لوعي المرأة المغربية والعربية المضطهدة، رمز لكفاح الشعب...انها تعيش الآن حياتها الثانية، تلك الحياة التي تكتسب أكثر قوة وأكثر استمرارية في ذاكرة الشعوب. قصيدة وذكرى لو يصلك الآن صوتي
لو يطربك نشيدي، كلماتي
دقات نبض هذا القلب
فتعلمين أن رياح الليل ما استكانت
وبريق عينيك ما هدته رعود
وان موج البحر الراغي قد ظل يجود
واليوم، وأنت بيانات وقصائد
رأيت أن أمجد الوفاء في ذكرى الشهادة
ان اعطي صبحي لون الفداء
اذيب لجاجة الامس، استدارة الجرح
ليحملني اليك لظاك
فآه، لو يصلك صوتي
وغدا يسيخ الفرح في دمي
يكتمل العشق في توهجه فجرا
يتناثر أريجا، ورود حب وسنابل
يعلو الساحات صخب النشيد
فتسكن ذكراك قلب هذا الوطنإ.م- دجنبر 1978 | |
|