أسية الوديع، فصيلة نادرة من نساء مررن من دروب صعبة

منذ ان فتحت صفحة وحسابا، بموقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، وهي شبكة يغلب عليها جانب التسليع والصورة والتعليق ، لاحظ في مرات كثيرة شبه إجماع "الفايسبوكيين" المغاربة على مواضيع مختلفة مغربية و أجنبية، مواضيع خلقت الحدث و طفت على السطح، لكن اعترف إنني لم أشهد إجماعا، كالإجماع الذي وقع حول حدث وفاة الراحلة أسية الوديع، التي هي من فصيلة نادرة من النساء، امرأة استطاعت أن تترك بصمة لافتة في مجالات تخصصها لسنين طويلة، بحيث سارت في درب صعب، درب كان حكرا على الرجال، وهو درب حماية حقوق السجناء والأحداث الجانحين، وإعادة إدماج السجناء...
لقد وقعت أحداث كثيرة خلال الشهور القليلة الأخيرة، لكن توحد تعاليق " الفايسبوكيين" المغاربة، حول وفاة الراحلة أسية الوديع، وتقديمهم التعازي بشكل مكثف على صفحاتهم، يؤكد مكانة الراحلة والأعمال التي قامت بها، ويؤكد في المقابل ميزة من ميزات الشعب المغربي وهي الاعتراف بالجميل وذكر الموتى بكل خير.
اختم هذه الكلمات، بما نشره الزميل أوسي موح لحسن الصحافي بيومية " الإحداث المغربية" على صفحته في "الفايسبوك" حول حدث وفاة الراحلة أسية الوديع:
"توفيت في الصباح الباكر من يومه الجمعة 2 نونبر 2012 السيدة آسية الوديع ( ماما آسية)، التي عرفت بنضالها الحقوقي لاسيما على واجهة حماية حقوق السجناء والأحداث الجانحين في المؤسسات الخاصة بجنوح الأحداث، والراحلة هي ابنة المناضلين الراحلين ثورية السقاط ومحمد الوديع الآسفي.
نبذة من سيرة الراحلة:
ولدت السيدة أسية الوديع سنة 1949 بمدينة آسفي
حصلت على الإجازة في القانون من كلية الحقوق بالدار البيضاء سنة 1970 وتقلدت بذلك منصب قاضية بالنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء ما بين 1971 و 1980. وبعد قضائها لفترة تدريبية بالمدرسة العليا للقضاء بباريس، ثم إلى هيئة المحامين بالدار البيضاء (1984-2000) قبل أن تصبح سنة 2000 قاضية بإدارة السجون التي اهتمت في إطارها بمراكز الإصلاح وإعادة تربية القاصرين الشباب
والسيدة الوديع عضوة مؤسسة وكاتبة عامة للمرصد المغربي للسجون
كما تعد عضوة نشيطة في العديد من منظمات المجتمع المدني: عضوة بمِؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وعضوة مؤسسة لجمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وعضوة مؤسسة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان (1988) وعضوة بجمعية مركز الاستماع والتوجيه للنساء ضحايا العنف.
السيدة أسية الوديع أم لطفلين".