kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: جهاد المناكحة أو الاغتصاب المقدس الجمعة 13 ديسمبر 2013 - 15:42 | |
| جهاد المناكحة أو الاغتصاب المقدس بقلم : سعيد لكحل شكلت المرأة مجالا خصبا للفتاوى الفقهية على امتداد التاريخ الإسلامي. وما كتبه الفقهاء في المواضيع المرتبطة بالنساء (الزواج، الطلاق، الحيض، والنفاس)، لم يكتبوا نظيره في مجال السياسة أو الاقتصاد.
فظلت المرأة تغري الفقهاء بالاجتهاد ليس لتحريرها من الظلم الاجتماعي والقهر القانوني اللذين تعاني منهما في كل المجتمعات الإسلامية، بل لتكبيلها والتشديد في قهرها.
فكلما تقدمت المجتمعات العربية والإسلامية وانفتحت على قيم الحرية والعدل والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، كلما تفتقت عبقرية فقهاء البداوة وصاغوا اجتهادات هدفها الأوحد هو شرعنة الاستغلال الجنسي للمرأة. هكذا ظهرت قبل عقود قليلة فتاوى فقهية لم تعهدها المجتمعات العربية، تكرس النظرة الجنسية للمرأة وتشجع على استغلالها الجنسي تحت مسميات غريبة. فهناك زواج المسيار الذي تمنح فيه المرأة جسدها للرجل لتحقيق المتعة في مدة محددة مقابل مبلغ مالي ودون تبعات. ثم زواج المصْياف حيث يتخذ الرجل من المرأة مرافِقَة له لتلبية حاجاته الجنسية خلال عطلة صيفية يقضيها بعيدا عن أسرته. وكذلك زواج القعْدة (الجلسة)، ويكون على هامش الاحتفالات العائلية كالأعراس، حيث يعقد الرجل على أي امرأة أعجبته من بين المدعوات لمدة ليلة واحدة أو ساعة واحدة. فالغرض من هذه الزيجات هو شرعنة المتعة الجنسية للرجل. لكن الأخطر في كل الفتاوى التي تشرعن الاستغلال الجنسي للمرأة هي الفتوى التي تتداولها المواقع الجهادية وتنشرها على نطاق واسع بين النساء والفتيات في كل البلدان العربية. وتتعلق هذه الفتوى بالتحريض على نوع جديد وغريب من “الجهاد”. يسميه الشيوخ “جهاد المناكحة”. وتنص هذه الفتوى على إجازة أن تمنح الفتاة نفسها للمقاتلين في سوريا للرفع من معنوياتهم القتالية. ولا يخضع “جهاد المناكحة” لشروط العدة بعد الطلاق أو الولاية في الزواج أو الإشهار أو التوثيق وشهادة العدول.
بل يقوم المقاتلون بإبرام عقود نكاح "شرعية "مع بنات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة، يتم على إثرها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة لمقاتل آخر. بمعنى أنه يمكن أن تتزوج الفتاة في اليوم عشرين مرة. وهذه الاجتهادات المُتَخَلفة تضع أصحابها في تناقض صارخ بين ما يعلنونه من تكريم الإسلام للمرأة وصيانة عِرضها وحمايتها من المتاجرة بجسدها، وبين ما يشرعنونه من استغلال بشع لجسد المرأة وتجريدها من كل أبعادها الإنسانية والوجدانية والفكرية. إن التعامل مع المرأة كموضوع جنسي هو ما يميز فقه البداوة الذي تنشره الحركات الدينية على اختلاف أطيافها. أمام خطورة هذا النوع من فتاوى التبخيس الجنسي أو الاغتصاب المقدس للمرأة، يتوجب على الهيئات النسائية والمنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية والدينية أن تتصدى له بالتحذير من مخاطره على المرأة والمجتمع، وتنظيم حملات توعية في صفوف النساء حتى لا يسقطن ضحية جهلهن أو سذاجتهن. وهذا ما حصل في تونس، حيث اختفت فتيات دون علم أسرهن طلبا لجهاد المناكحة. | |
|