نقابة التعليم العالي على فوهة بركان: النهج الديموقراطي ينسحب من اللجنة الإدارية

قرر تيار "الأساتذة الباحثين التقدميين" الانسحاب من اللجنة الإدارية المنبثقة عن المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي، الذي انعقد أيام 15 و16 و17 مارس. وأعلن أن نتائج المؤتمر "مشكوك ومطعون فيها ولا تعكس بتاتا التمثيلية الحقيقية لمختلف الأطراف المتواجدة داخل النقابة الوطنية للتعليم العالي".
وكان "الأساتذة الباحثين التقدميين"، المحسوبين على النهج الديموقراطي وفعاليات يسارية مستقلة، قد عقدوا اجتماعا يوم الأحد 24 مارس قرروا فيه بالإجماع الانسحاب من اللجنة الإدارية، وهو ما سيدخل النقابة في مأزق جديد قبل انتخاب مكتبها التنفيذي، خاصة بعد انسحاب الأساتذة المحسوبين على حزب العدالة والتنمية من اشغال المؤتمر.
وأعلن بيان صادر عن هذا التيار "سحب الثقة من أي جهاز وطني منبثق عن المؤتمر الوطني العاشر لما شابه من تزوير وإنزال ونفاق وكذب وخيانة للثقة"، وعبروا، في نفس البيان، عن رفضهم التام "إضفاء الشرعية على هذا الجهاز ما دامت شرعية أعضاء اللجنة الإدارية السابقة قابلة للطعن في غياب المصادقة بالتصويت على التقرير الأدبي والتقرير المالي "المؤقت"".

كما عبر "الأساتذة الباحثين التقدميين"، في نفس البيان، عن إدانتهم لـ "عدم احترام التوافقات المبدئية من طرف المكون المهيمن في سابقة خطيرة ولاأخلاقية تضرب في العمق وحدة النقابة الوطنية للتعليم العالي، وتنديدهم باستهداف تيار الأساتذة الباحثين التقدميين ومحاولة اختراقه وتقزيمه بهذه الممارسات اللامبدئية والخروقات في المساطر القانونية والأعراف النقابية، وشجبهم لكافة أشكال المناورات التي تستهدف كل المناضلين الذين يرفضون الانصياع لهيمنة وتسلط طرف واحد".
وقالت مصادر مطلعة لـ "وجهات نظر" إن أساتذة "النهج الديموقراطي" وجدوا أنفسهم ضحية "توافقات سرية" بين الاتحاديين والاشتراكي الموحد والتقدم والاشتراكية من أجل ضرب تمثيليتهم داخل النقابة، أدت إلى تقزيم حضورهم داخل اللجنة الإدارية إلى 10 أعضاء عوض 20، كما أن الاتحاديين والاشتراكي الموحد والتقدم والاشتراكية عملوا على إسقاط كافة المرشحين المنتمين للنهج من خلال الاتفاق على "تصويت انتقائي" كان من نتائجه "إنجاح" المرشحين غير المنتمين للنهج داخل تيار "الأساتذة الباحثين التقدميين".
وأفادت مصادر نقابية أن نقابة التعليم العالي مرشحة لمزيد من التراجع بعد انسحاب العدالة والتنمية والمستقلين والنهج الديموقراطي، مما يعني رفع أي غطاء سياسي حول وجود التعددية داخل النقابة.
وعلم موقع "وجهات نظر" أن مجموعة من أساتذة الحزب الاشتراكي الموحد عبروا عن سخطهم من المآل الذي انتهى إليه المؤتمر والشكل الذي دبر به الحزب المحطة العاشرة لنقابة التعليم العالي. وقالت مصادرنا إن هناك توجها داخل الاشتراكي الموحد عمل على جر مؤتمري الحزب إلى الاصطفاف والديلية الكاملة وراء الاتحاد الاشتراكي من أجل ضرب النهج الديموقراطي والعدل والإحسان.
وتتوقع مصادر نقابية أن تعود النقابة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل عشر سنوات، أي عدم الاعتراف بالأجهزة الوطنية واستقلال كل تيار بتسيير الأجهزة المحلية للمدن الجامعية التي يتوفر على أغلبية فيها.