kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: مغرب الشعوب الإثنين 25 مارس 2013 - 17:23 | |
| مغرب الشعوب الصديق كبوري / وجدة بتاريخ 25 مارس 2013 كان لمفكري عصر النهضة في عالمنا العربي الإسلامي امثال محمد عبده ،جمال الدين الافغاني ،احمد امين ،عبدالرحمن الكواكبي ،عبدالحميد بن باديس ،علال الفاسي ،المختار السوسي وغيرهم دور الريادة في إطلاق نقاش رصين وهادف حول عدة قضايا كانت تهم واقع ومصير مجتمعاتهم ، لقد انخرط هؤلاء - كل في زمانه ومكانه - في نقاشات فكرية هامة ، يحدوهم الأمل في الإصلاح والتغيير ، دفعهم إلى ذلك ما لاحظوه من فروقات شاسعة بيننا وبين الغرب ، بعد أن أقاموا المقارنات بين واقعنا وواقع المجتمعات الغربية ، بعد الرجة / الصدمة التي حدثت نتيجة احتكاك مجتمعنا مع الغرب . لامس هؤلاء المفكرون الذين يصطلح على تسميتهم عادة بدعاة الاصلاح عدة إشكالات جوهرية مرتبطة بالتقدم والتأخر ، الوحدة والانشقاق ، حرية المرأة ،الاضطهاد السياسي ،توزيع ثروات الشعوب ، علاقة الدولة بالدين ، تقدم العالم الغربي وتأخر العالم الشرقي ،،، الخ
والملاحظ انه مضي ردح من الزمان ، ولازلنا نجد أنفسنا مجبرين على طرح نفس الأسئلة التي طرحوها ، وفي قلب هذه الأسئلة سؤال الوحدة ،وكأن عجلة التاريخ توقفت عندهم ، وكأن الزمن حرن واستعصى على السير منذ عصرهم .
في هذا المقال سأطرح سؤالا واحدا من الأسئلة التي شغلتهم وهو السؤال المتعلق بالوحدة .
فلماذا فشلت الوحدة بين دول المغرب الكبير وشمال إفريقيا رغم المحاولات التي بذلت من طرف زعماء الحركات التحررية ،خاصة بعد مؤتمر طنجة ؟
لماذا أجهضت الوحدة رغم المحاولات التي بذلها زعماء تاريخيون وكاريزميون ، والمحاولات التي بذلتها الانتلجنسيا والطلبة ، عبر بعض الإطارات التنسيقية كاتحاد الطلبة المسلمين أو اتحاد طلبة شمال إفريقيا ؟
نافلة القول أن هناك أسئلة عديدة لا يسع المواطن البسيط إلا طرحها مقرونة بالشعور بالحنق والامتعاض ، خاصة حينما يشاهد هذا المواطن البسيط تغيرات المحيط الدولي ، وتهديدات نظام العولمة . لقد توحدت دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية فأسست الاتحاد الأوروبي ، وهاهي الآن دخلت القرن الجديد باقتصاديات متكاملة وبعملة موحدة ، وببرلمان موحد ، وقوانين ومواثيق موحدة ،وثم إلغاء التأشيرات والتعريفات الجمركية ، لقد وصلت دول أوروبا إلى خيار الوحدة لأنه هو الحل الأنسب لعلاج جروح وأعطاب حربين عالميتين أنهكتا أوروبا ، بعبارة اوضح فالوحدة هي استيقاظ للضمير الجمعي الأوروبي الذي رأى فيها السبيل لعدم تكرار ماسي الماضي .
توحدت دويلات صغيرة في آسيا فأصبحت تشكل تنينا مرعبا قادرا على الصمود ومواجهة الند للند لاقتصاديات الدول الكبرى .
توحدت دول في أمريكا اللاتينية فحققت بذلك المناعة والصمود أمام إخطبوط امبراطوية العم سام .
فلماذا نجحوا هم فيما فشلنا نحن في بلوغه ، رغم القواسم المشتركة بيننا في الهوية و الدين والتاريخ والمصير المشترك ؟
لننتقل من العام إلى الخاص واطرح سؤالا جوهريا يتعلق تحديدا بمسالة العلاقة بين البلدين المتجاورين المغرب والجزائر .
لماذا فشلت الدولتين في التقارب و التصالح ؟ ولماذا تاريخ البلدين بعد الاستقلال هو تاريخ الصراع والأزمات الظاهرة والمضمرة ؟ في اعتقادي إن الأمر يرجع إلى مسالة تدبدب الثقة بين الدولتين ،فحسب المفكر الألماني في كتابه من أجل سلام دائم فعنصر الثقة ضروري لإقامة السلام بين الدول .
كما نضيف إلى عنصر الثقة وجود مشاكل تم افتعال اغلبها من طرف الاستعمار الفرنسي المعروف بمخططه فرق تسد .
فإذا رجعنا إلى التاريخ قليلا لاستنطاقه ، يمكن إيجاد بعض العناصر التي تقسر اهتزاز الثقة و التباعد في العلاقات بين المغرب والجزائر و تتمثل ثلاث لحظات رئيسة :
- حرب الرمال سنة 1963
- اندلاع مشكل الصحراء ستة 1975
- الهجومات الإرهابية على فندق أطلس اسني بمراكش 1994
في تقديري الشخصي فان هذه الأحداث ساهمت في اهتزاز الثقة بين الأنظمة ، فالنظام الجزائري يتهم المغرب بالحكرة وهذا ما صرح به الراحل احمد بن بلة في استجواب قبل وفاته ، كما أن هذا النظام يبرر مساندته لجبهة البوليساريو بمبدأ تقرير المصير وتصفية الاستعمار.
بيد أن المغرب يعتبر مساندة الجزائر للبوليساريو تدخل في إطار مخطط توسعي يتمثل في بحث الجزائر عن منفذ بحري على المحيط الاطلسي لتسويق بترول وغاز حاسي مسعود لا غير .
لكن ما زاد في توتر العلاقات أكثر بين المغرب والجزائر هو حدث اطلس اسني المتمثل الهجوم الإرهابي على بعض السياح الأجانب بمراكش ، فمباشرة بعد القبض على المتورطين في هذا العمل الإجرامي ، ونظرا لان بعضهم يحمل الجنسية الجزائرية ، فقد سارع الراحل الحسن الثاني إلى قرار إغلاق الحدود بين البلدين ، التي لا زالت مغلقة إلى الآن رغم المحاولات والمساعي التي بذلت لإعادة فتحها . إننا نتأسف فعلا لكون الحدود مغلقة بين الجارتين منذ بداية التسعينات وهو ما يتسبب في تزايد المعاناة الإنسانية ،خاصة إذا استحضرنا أن الأسرة الواحدة يمكن أن نجدها مشتتة بين البليدين ، كما نتأسف على استمرار هذه الدراما البشرية ، فلكي يمكن للمغربي أو الجزائري تبادل الزيارات مع أفراد الأسرة الواحدة ، يضطر إلى الذهاب إلى الدار البيضاء ومنها إلى الجزائر العاصمة ، ومنها إلى المدينة المقصودة ، التي قد تكون تلمسان أو مغنية أو بشار وكلها مدن اقرب إلى المغرب من حبل الوريد .
إن العلاقة بين المغرب والجزائر تتسم باللاحرب واللاسلم ، و الخاسر الأكبر من الوضع هو شعوب المنطقة ، المحرومة من التنمية ومن حق أساسي من حقوق الإنسان وهو الحق في التنقل المنصوص عليه في المواثيق الدولية ومنها تحديدا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص في مادته 13 على أن لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة ، وله الحق أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه .
نتفق إذن على أن الخاسر الأكبر من هذا الوضع هو الاقتصاد الوطني للدولتين الذي يتضرر كثيرا من التهريب بشتى أنواعه بما فيه تهريب البضائع والبشر والأموال والأسلحة . و أن الرابح الأكبر هم مروجي المخدرات على أوسع نطاق بين البلدين ، فالمهربون المغاربة يصدرون الحشيش بأنواعه إلى الجزائر ، أما المهربون الجزائريون فقد اغرقوا الساحة المغربية بمختلف أنواع أقراص الهلوسة .
إننا نمنع البشر من التنقل بالطرق المشروعة ، لكن في كل الأحوال فهم يتنقلون بواسطة مهربين للبشر مقابل 500 درهما مغربيا أو 500 دينار جزائريا ، دون اهتمام بالمخاطر التي يمكن أن تحف بهم . ملاحظة في صميم الموضوع غالبا ما نشاهد مواطنين مغاربة وجزائريين يلتقطون صورا تذكارية قرب المراكز الحدودية للبلدين بجوج بغال والسعيدية وفجيج وبني ونيف ومغنية أو بقرب النصب التذكاري قرب بنك المغرب بشارع محمد الخامس بوجدة .
نشاهد هذه المناظر يوميا ، كما نشاهد الفرحة و البسمة تعلو وجوه المواطنين ، لكن خلف تلك الابتسامات يكمن الاستياء من هذا الوضع الذي طال. | |
|