kimgou64 مدير عام
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 10/10/2012 العمر : 60 الموقع : https://afaqkadima.yoo7.com
| موضوع: بنكيران .... الخطر الذي يهدد الوطن الأحد 26 مايو 2013 - 11:31 | |
| بنكيران .... الخطر الذي يهدد الوطن كود - عبد العزيز العبدي - الأحد 26 ماي 2013 صورة مركبة ت م سلماوي في جزء كبير، المثقف والصحافة مسؤولان عن الخطر الذي يحذق بالبلاد... المثقف بصمته الجبان، هو ليس في حيرة كما يدعي ولا متأمل لهذا الوضع ويأخذ مسافة كي يستخلص الدروس والعبر ويطرحها لنا في كتبه ومناظراته، بعد أن يكون الوقت قد فات، ووصلت البلاد إلى ما وصلت إليه... هو جبان فقط، منغمس في حروبه الصغيرة، يبحث عن ألق سطحي، يوقع رواياته وكتبه هنا، ويلقي قصائده السمجة هناك... دون أن يكترث لهذا الظلام الذي يزحف بثقة وبخطوات جبارة على ما بقي من ضياء البلاد... الصحافة مسؤولة بغياب المثقف عنها، بالتقاطها الهامشي وغير المهم فيما يدور من أحداث وممارسات، انكبابها على الفرقعات التي تُسَّمن الغوغائية ضد النقاش الحقيقي... ضد الذي يريده هذا الطرف أو ذاك... الصحافة تنقل حروب شباط وبنكيران، تنقل خطاب العفاريت والتماسيح، وتنقل تصريحات الانفراد بالقرار وضرب القدرة الشرائية التي انتبه لها حزب الاستقلال الآن وفجأة، وهو يمارسها منذ استقلال البلاد في كل الحكومات التي تقلد فيها مناصب المسؤولية... وتنقل الصحافة أيضا بعض الإشارات من هنا ومن هناك، للقصر دون أن يعمد هذا الأخير إلى تفنيدها أو تأكيدها... الغريب أن ما يريده بنكيران، ومن وراءه والذي تحسه وأنت قريب منه في خطاباته لا يكون موضوع تناول في الصحافة وليس حتى موضوعا للمناوشات التي ترشقه بها الدولة عبر دماها الحزبية ورجالاتها النافذين... ما يريده بنكيران ليس طمأنة بنعبد الله وحزبه الذي حوله لعجلة احتياط حقيقية، كما نقلت الصحافة... ما يريده بنكيران ليس توجيه رسالة إلى الملك مفادها أنه إذا لم يرى جلالته مصلحة في بقاءه في الحكومة فهو رهن الإشارة ليغادرها، وهو يعرف جيدا أن المأزق الدستوري الذي وضعت الدولة نفسها فيه لا يترك لها خيار آخر غير تعين رئيس الحكومة من الحزب الذي فاز في الانتخابات... ما يريده بنكيران أكبر من هذا بكثير، ويظهر جليا في خطاباته التي لا تنقلها الصحافة... حين يتحدث عن أن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة، في إشارة لا إلى ما يريده السيد بنكيران، ولكن إلى ما كان يريده السيد قطب صاحب الجملة للمجتمعات العربية... ما يريده هو الحمولة العقائدية التي يحفل بها النشيد الرسمي لحزب العدالة والتنمية والذي يحرص بنكيران على الاستمتاع بترنيماته كلما حل في تجمع حزبي... ما يريده بنكيران، وفي مقاربة لكلمته أمام مستشاري العدالة والتنمية ورؤساء جماعاته ومفوضيه المنتدبون في لجان التعمير بمختلف الأقاليم،التي اجتمعت يوم السبت 25 ماي هو الارتباط بالعقيدة ضد الوطن... عقيدة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين التي هي حتما في تضاد مع مقومات المجتمع المغربي حتى الدينية التي لا تشترك معه سوى في تسمية الإسلام... الانتباه إلى ما يقوله بنكيران يجب أن يكون أعمق من التقاط قفشاته ونكته، وأعمق من هجومه على شباط وحزب الاتحاد الاشتراكي، وأعمق أيضا من حركة الرجولة التي باشرها اتجاه بنعبد الله وحزبه، وهو يعطيه ضمانة ببقائه في الحكومة والذي بدون شك سيكونان أول ضحاياه... في رد فعل الدولة، تلمس وعيها بعمق ما يرمي إليه بنكيران، لكن السؤال الجوهري لماذا تناوشه بسلاحه؟ وهي مناوشة لا تزيده سوى تصلبا، بل وغرورا وهو يوجه رسالته إليها: رخفو على راسكوم... ما أنتم فيه لن يزيد الحزب سوى شعبية، ولا أخفيكم أنني اخشي أن تكبر شعبيتنا فلا نستطيع لجمها... لأن الدولة في ممارستها وارتباكها فقدت مشروعية تحولها إلى مؤسسة حداثية، والأكثر من هذا يخترقها تيار محافظ يلتقي في طموحه مع ما يسعى إليه بنكيران، وما يسعى إليه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين... فبدل إطلاق العنان للحريات واستقطاب المثقف وتنشيط الحركة الفكرية الكفيلة وحدها بمحاصرة هذا المد المتخلف، تعمد إلى سياسة الإقصاء والتبخيس وراهنت على دمى شعبوية زرعتها في كل المشهد السياسي، والتي ربما قد تفلح في محاصرة المد الظلامي في المؤسسات لكنها حتما ستخسر المجتمع برمته، حين ستهديه على طبق من فشل مبرر بشعار الظلم والتشويش وعرقلة الإصلاحات... هناك بالطبع جذوة أمل لا زالت مشتعلة، علينا النفخ على لهبها كي تضيء أكثر عتمة هذه الطريق، لعل أولها مراجعة المثقف لموقف الاستكانة الذي هو فيه.... ومراجعة جلالة الملكة، الصحافة شكل تفاعلها مع هذا الخطاب... | |
|